
عقد قسم الصحافة والإعلام بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية ورشة عمل بعنوان :”التغطية الصحفية للأشخاص ذوي الإعاقة في الانتخابات”، ضمن مشروع دور الإعلام في تشكيل الوعي الانتخابي في الجامعات 2021، بالتعاون مع لجنة الانتخابات المركزية وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، حضرها لفيف من الطلبة، في مبنى المختبرات بالجامعة.
وتحدث في الورشة، الدكتور أيمن أبو نقيرة -الأستاذ المساعد في الصحافة، والصحفي عبد الهادي عوكل، حول أهمية التغطية الصحفية لوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، في تشكيل الوعي الانتخابي للأشخاص ذوي الإعاقة، ترشيحاً وانتخاباً، وكيفية تعزيز مشاركتهم في العملية الانتخابية، وكيفية ممارسة العملية الانتخابية، وقانون الانتخابات المعدل 2021م، والمهارات التي يجب أن يتمتع بها الصحفي خلال تغطيته لهذه الفئة التي تمثل 2% من المجتمع الفلسطيني عددها نحو (44300) شخصًا يحق لهم المشاركة في العملية الانتخابية.
من جهته، أكد الدكتور أبو نقيرة، على أن فئة الأشخاص ذوي الإعاقة، تمثل جزءًا أصيلاً من المجتمع الفلسطيني، وأن تعزيز مشاركتهم في الانتخابات يتطلب جهداً إعلامياً منظماً بهدف تحفيزهم على المشاركة الفاعلة ترشيحاً وانتخاباً، نظراً لأهمية دور هؤلاء كمواطنين ومرشحين وناخبين ومراقبين.
وأوضح الدكتور أبو نقيرة أن هذه الفئة تتميز بأن لديها حساسية عالية جداً، الأمر الذي يتطلب من الصحفيين خلال تغطيتهم الصحفية استخدام المصطلحات المحببة لهم، والابتعاد كل البعد عن المصطلحات التي تمثل مشكلة لهم، مشدداً على ضرورة اعتماد مصطلح الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفرق الدكتور أبو نقيرة، بين أنواع الإعاقة، الذهنية، والحركية والحسية والبصرية والسمعية والمزدوجة، مؤكداً على أن هؤلاء الأشخاص جميعاً يعتبروا مواطنين عاديين في القانون الفلسطيني ويتمتعون بنفس الحقوق والواجبات التي يتمتع بها المواطنين، مستدركاً أن الإعاقة الذهنية هي الإعاقة الوحيدة التي تمنع من المشاركة في العملية الانتخابية نظراً لفقدانه الأهلية.
واستعرض الدكتور أبو نقيرة أمثلة على شخصيات كانت لديها إعاقة حركية وشغرت مناصب رفيعة في بلدانهم، كالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، وكذلك العالم الفيزيائي ستيفن هوكينج الذي كان يعاني من إعاقة حركية ويستخدم الكرسي المتحرك.
وفي ذات السياق، تحدث الصحفي عوكل، عن العملية الانتخابية في فلسطين بشكل عام، والانتخابات التشريعية والرئاسية والنقابية والمحلية ومجالس الطلبة، التي مارسها الشعب الفلسطيني منذ قدوم السلطة الفلسطينية وعقد أول انتخابات رئاسية وتشريعية عام 1996، والانتخابات الرئاسية الثانية التي عقدت عام 2005 بعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومن ثم الانتخابات التشريعية عام 2006، والمحاولات التي بذلت لإجراء الانتخابات في شهر مايو 2021م، وإصدار المراسيم الرئاسية بناء على حوارات القاهرة، وأسباب تأجيلها من قبل الرئيس محمود عباس نظراً لرفض الاحتلال الإسرائيلي السماح بإجرائها في مدينة القدس المحتلة.
وأشار إلى النظام الانتخابي، سواء المختلط (50% دوائر، 50% تمثيل نسبي كامل)، والتي عقدت فيه انتخابات 2006، والتعديل الذي طرأ على القانون في فبراير يناير 2021م، باعتماد التمثيل النسبي الكامل 100%، ورفع كوتة المرأة إلى من 20% إلى 26%، لافتاً إلى أن القانون الفلسطيني لم يخصص كوتة خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكد الصحفي عوكل على أن التغطية الصحفية للأشخاص ذوي الإعاقة في الانتخابات، تتطلب من المؤسسات الإعلامية خطة عمل مُحكمة نظراً لأن يوم الانتخابات يمثل يوم عمل طوارئ، الأمر الذي يتطلب منها توفير الإمكانات اللوجستية لمراسليها في الميدان، من أجل الحصول على تغطية شاملة، سواء كانت تغطية تمهيدية، أو تغطية تقريرية، أو تغطية متابعة، وتزويد المراسلين الصحفيين بالبطاقات الخاصة من قبل لجنة الانتخابات المركزية التي تسهل كل الإجراءات للصحفيين وفقاً للمادة 70 من قانون الانتخابات الفلسطيني المعدل 2021.
وأشار الصحفي عوكل إلى الجهود التي تبذلها لجنة الانتخابات المركزية، من أجل تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من ممارسة حقهم بالمشاركة في جميع مراحل العملية الانتخابية بسهولة ويسر وبدون مساعدة، حيث تحرص على مواءمة مقراتها وإجراءاتها وموادها الإعلامية والتوعوية.
هذا وتفاعل الطلبة خلال الورشة في مجموعات عمل، حول عناوين مختلفة لتعزيز دور وسائل الإعلام في التغطية الصحفية للأشخاص ذوي الإعاقة.