
عقدت لجنة الإفتاء في الجامعة الإسلامية محاضرة علمية تحت عنوان:” فقه الدولة”، في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية، وألقى المحاضرة الأستاذ الدكتور مازن هنية- أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة والقانون بالجامعة، بحضور الدكتور عاطف أبو هربيد- رئيس لجنة الإفتاء، وعدد من المهتمين والمختصين، وأعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية وطلبة الجامعة.
من جانبه، أوضح الأستاذ الدكتور هنية أن انعقاد المحاضرة العلمية جاء لبيان المنهج الرشيد والحكيم المتوازي وتعميق الرؤية في النظر إلى الدولة وإدارتها وما يتعلق بها من أحكام، فضلًا عن بيان منهج الإٍسلام الراقي في إدارة الدولة الإسلامية التي لها شأن عظيم ومكانة عالية.
وأشار الأستاذ الدكتور هنية إلى أن تأسيس الدولة الإسلامية من خلال الفلسفة والفكرة التي حملها النبي محمد والذي رسم للحياة منهجًا سديدًا، وتأصيل الحق والعدل، ومسح الذل والظلم، فضلًا عن انتقاله من مرحلة إلى مرحلة بحكمة وروية وفهم عميق والحكمة واتخاذ الموقف المناسب بما تقتضيه المصلحة وواقع للدولة.
ولفت الأستاذ الدكتور هنية إلى أن الدولة لها واجبات عديدة، أهمها: حراسة الدين وحماية مصالح المسلمين، توفير الأمن وحماية الدماء والأعراض والمال، إقامة العدل، تأمين حاجات الناس توفير الحياة الكريمة لهم، حماية الحريات الشخصية، الحقوق السياسية وحرية الاعتقاد، وتحصيل كل أسباب القوة الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية.

ونوه الأستاذ الدكتور هنية إلى أن الدولة عليها التزامات لا يمكن أن تنحل منها كاحترام حقوق الإنسان، واحترام سياسة جميع الدول، والاعتراف بالمساواة بين جميع الأجناس، عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام حق أي دولة في الدفاع عن نفسها، والامتناع عن أعمال العدوان، بالإضافة إلى حل المنازعات بالطرق السلمية، وتدعيم التعاون بين الدول، واحترام العدالة.
وأفاد الأستاذ الدكتور هنية أن وجود أدبيات الدولة للآخرين كالإسعاف المالي والبحري والقضائي ومنع الاتجار بالرقيق، وأوضح أن للحكم أسس فقه الدولة الرشيد منه فقه الواقع والذي تستند عليه الدولة لإدراك عمق الحياة والنفس الإنسانية بكل أبعادها ومتطلباتها، وأشار إلى أنه لا يجوز العودة إلى الماضي ليُستشهَد بأحكام تعاطت مع ذلك الزمن ليسجل فقهًا للدولة.