
انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة فعاليات الملتقى المحاسبي المعنون: “واقع مهنة المحاسبة والمراجعة في فلسطين وسبل تطويرها، والذي تنظمه كلية التجارة في الجامعة الإسلامية بغزة بالتعاون مع جمعية المحاسبين والمراجعين الفلسطينية بمناسبة يوم المحاسب الفلسطيني، وعقد في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة الإسلامية برعاية دولة الأستاذ إسماعيل هنية -رئيس الوزراء- وبتمويل من البنك الإسلامي الفلسطيني
وقد حضر الجلسة الافتتاحية للملتقى الدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، ومعالي الأستاذ هاني القواسمي –وزير الداخلية، ومعالي الأستاذ الدكتور محمد عوض –أمين عام مجلس الوزراء، وسعادة الأستاذ اسماعيل محفوظ –وكيل وزارة المالية، والدكتور سالم حلس –نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشئون الإدارية، رئيس جمعية المحاسبين والمراجعين الفلسطينية، والدكتور علاء الدين الرفاتي –عميد كلية التجارة، والدكتور عصام البحيصي –رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى المحاسبي، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني، والدكتور توفيق أبو العوف –ممثل البنك الإسلامي الفلسطيني، وأعضاء مجلس الجامعة، والأستاذ يوسف الكيالي- عريف حفل الافتتاح- وعدد كبير من المحاسبين، والباحثين، والأكاديميين، والخبراء، وممثلي المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة، وطلبة كلية التجارة بالجامعة.
العمل الجاد والموحد
من جانبه، ذكر معالي الأستاذ الدكتور عوض أن انعقاد الملتقى المحاسبي يؤصل للعمل الجاد الموحد بين مؤسسات الوطن، وأضاف أن الجامعة تؤسس طالب العلم، بينما تحتضن الجمعية خريجي الجامعة، مشيراً إلى أن كل منهما يمد المجتمع بكل القدرات من الموارد البشرية، وتحدث الأستاذ الدكتور عوض عن النقلة النوعية التي تشهدها الجامعة الإسالمية بغزة، ومن صورها رفد المجتمع بالمحاسب المهني والأخلاقي، وقدر أهمية الشفافية التي ينادي بها العالم في مختلف مشاريعه، وأوصى معالي الأستاذ عوض المحاسب الفلسطيني بتكريس المفهوم الحقيقي للشفافية.
الاقتصاد العالمي
من ناحيته، رحب الدكتور شعث بانعقاد الملتقى المحاسبي بالتعاون بين كلية التجارة بالجامعة وجمعية المحاسبين والمراجعين الفلسطينين، والذي يأتي في إطار الاحتفال بيوم المحاسب الفلسطيني، وذكر الدكتور شعث أن مهنة المحاسبة فرضت نفسها على مجمل النشاط الاقتصادي، موضحاً أن الاقتصاد العالمي يقترب نحو قطاع الخدمات وذلك عبر ثلاث قطاعات يتكون منها هذا الاقتصاد، وهي: القطاع الزراعي، والقطاع الصناعي، والقطاع الخدماتي، ولفت الدكتور شعث إلى أن النسبة الأكبر في اقتصاديات الدول المتقدمة يحَّظى بها القطاع الخدماتي.
وأشار الدكتور شعث إلى أن المحاسبة وتدقيق الحسابات تعد عصباً رئيسياً في هذا القطاع كنشاط قائم بذاته، وشدد الدكتور شعث على قيمة الشفافية والموضوعية لنجاح مهنة المحاسبة، وأضاف أن الجامعات تبني الإنسان من الناحية العلمية والفكرية.
مجلس مهنة المحاسبة
وتناول الأستاذ محفوظ أركان مهنة المحاسبة الرئيسية، وهي: البناء القانوني، والبناء المؤسساتي، والتعليم المحاسبي، وأكد ضرورة المحافظة على تحقيق العدالة بين المكلف والحكومة، وتوجيه طاقات المحاسب وتسخيرها لخدمة المجتمع الفلسطيني.
وتحدث الأستاذ محفوظ عن جمعية المحاسبين الفلسطينية كلبنة أولى للقطاع المحاسبي، ووقف على المقار والإدارات والنظم الديموقراطية التي تميزها، وامتدح الأستاذ محفوظ الجامعة الإسلامية بغزة كونها أول مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة التي افتتحت قسماً للمحاسبة في كلية التجارة، وأشار إلى الخطة الأكاديمية التي وضعتها الجامعة، والتي تنسجم مع المتطلبات الوطنية والعربية والدولية، بما يعزز رسالة الجامعة لتحقيق التكامل في البناء.
جمعية المحاسبين والمراجعين
بينما تحدث الدكتور حلس عن الاحتفال بيوم المحاسب في ملتقى علمي يناقش واقع مهنة المحاسبة، وسبل تطويرها، واستعرض نشأة جمعية المحاسبين الفلسطينين على يد أبي المحاسبين الأستاذ حبيب جرادة عام 1979م، وتطرق إلى الصمود الذي أبدته الجمعية على مدار سنوات عملها، وأثنى الدكتور حلس على التاريخ الأصيل الذي يربط الجامعة الإسلامية وجمعية المحاسبين والمراجعين الفلسطينين، وتناول الدكتور حلس دور الجمعية في ترسيخ أسس العمل النقابي، ومن صوره: إجراء الانتخابات النزيهة، وأشاد بالمسئولية العالية التي كانت تجري في ظلها الانتخابات.
وشكر الدكتور حلس البنك الإسلامي الفلسطيني، وعلى رأسه الدكتور سالم صباح لتمويله أعمال الملتقى المحاسبي، إلى جانب تعاونه في تنظيم دورة تأهيل العمل المصرفي الإسلامي، ودورة استشاري ضرائب.
التغيرات في المفاهيم الاقتصادية
أما الدكتور الرفاتي، فوقف على انعقاد الملتقى المحاسبي في ظل تغيرات متسارعة في المفاهيم الاقتصادية، انعكست على التشريعات، والهياكل الاقتصادية وغيرها، وذكر أن هذه التغيرات استدعت إدخال تطورات عديدة على أعمال الجامعات، والمؤسسات، والنقابات، وأشار الدكتور الرفاتي إلى أن كلية التجارة في الجامعة الإسلامية دأبت على مواكبة المستجدات، لافتاً إلى مزاوجة الكلية بين الناحية الأكاديمية والعملية لتخريج أفواج قادرة على ممارسة المهنة بصورة عالية، وتحدث عن المقررات الإلزامية للإرتقاء بعلم الحاسوب.
أهداف ومحاور الملتقى
وقد صرح الدكتور البحيصي أن الملتقى المحاسبي يهدف إلى تطوير مهنة المحاسبة وتدقيق الحسابات في فلسطين عبر دراسة واقع المهنة وسبل تطويرها، وحول محاور الملتقى، بين أنها تضم: قانون تنظيم مهنة المحاسبة، وتنظيم الحسابات في فلسطين، إلى جانب إظهار دور الجمعيات المهنية في تنظيم مهنة المحاسبة وتدقيق الحسابات في فلسطين، وكذلك دور أقسام المحاسبة في الجامعات الفلسطينية في تنظيم مهنة المحاسبة، وتدقيق الحسابات في فلسطين.
وذكر الدكتور البحيصي أن أقسام المحاسبة في الجامعات تمثل المورد الأساسي للمهنة عبر تزويدها بالمحاسبين الأكفاء والمهرة، وعرض لاهتمام الدول بمهنة المحاسبة وسن القوانين والضوابط التي تحكم عملها.