
افتتح مركز عمارة التراث “إيوان” بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية بغزة بيت العشي الأثري كمركز ثقافي إعلامي بعد إتمام أعمال الترميم وذلك وسط حضور نخبوي ومجتمعي من مثقفين وإعلاميين وأكاديميين وشخصيات اعتبارية وفي أجواء مفعمة برائحة التاريخ وأصالة الماضي.
وجرى افتتاح بيت آل العشي بحضور الدكتور محمد العكلوك- نائب رئيس مجلس الأمناء بالجامعة الإسلامية، ممثل عائلة العشي وورثة البيت، والدكتور يحيى السراج- رئيس بلدية غزة، والدكتور جمال أبو ريدة- مدير عام الآثار بوزارة السياحة والآثار، والدكتور خليل الأسطل -عميد كلية الهندسة، والدكتورة سناء صالح- نائب العميد، والأستاذ وائل أبو فنونة -ممثل قناة القدس اليوم الفضائية، والدكتور أحمد الأسطل – مدير مركز إيوان، وفريق المركز المهندس محمود البلعاوي، والمهندسة نشوة الرملاوي.

من جانبه، أثنى الدكتور العكلوك على الجهود المبذولة في إعادة تأهيل بيت العشي كمركز ثقافي إعلامي، وبين أن البيت يعد أحد التحف المعمارية الذي تم بنائه في حي الدرج ويعود انشائه إلى العهد العثماني في أواخر القرن 19 م، وأكد الدكتور العكلوك أن حرص المالكين على الحفاظ على الهوية والتراث هو الدافع الرئيس خلف عقد الشراكة مع مركز إيوان لترميم البيت وإعادة تشغيله كمركز ثقافي مجتمعي.
وعبر الدكتور العكلوك عن دهشته عندما دخل البيت بعد أن تركه مهجور وفي حالة سيئة قبل عدة سنوات وهو اليوم تحفة معمارية شاهدة على تاريخ هذا البيت، وقدم الشكر لمركز إيوان على هذا الجهد الكبير في إعادة الحياة من جديد للبيت الاثري.

بدوره، شدد الدكتور السراج على أهمية تكاتف الجهود المحلية للحفاظ على ما تبقى من المباني الأثرية في البلدة القديمة بمدينة غزة، مبديًا استعداد البلدية للتعاون مع كل الجهود التي تسعى للحفاظ والتأهيل الحضري، وشكر الدكتور السراج الجامعة الإسلامية ومركز إيوان على دورهم التكاملي الذي بُذل لإنجاح المشروع.
وفي كلمتها، نوهت الدكتورة صالح إلى أهمية المباني التاريخية من الناحية المعمارية والثقافية، وبينت أن الحفاظ عليها وإعادة ترميمها وتأهيلها يعتبر من أهم أولويات كلية الهندسة والتي يمثلها في مجال الترميم مركز إيوان، وقدمت شكرها للفضائية على دعمهم للتراث الثقافي الفلسطيني.
وأوضح المهندس البلعاوي- مسؤول المشروع والمشرف على أعمال الترميم، أن هذا المشروع يأتي في إطار استراتيجية إيوان المستمرة للحفاظ على الموروث الثقافي المعماري الفلسطيني.

وأكد الدكتور أبو ريدة دعم وزارة السياحة والآثار لجميع الجهود التي تقوم بها المؤسسات المحلية في مجال الحفاظ والترميم والتأهيل، منوهاً إلى أن الوزارة تسعى لتحقيق الشراكة والتعاون مع جميع المنظمات المحلية والدولية التي تُعنى بالحفاظ على التراث الفلسطيني.
وفي كلمته عن قناة القدس اليوم الفضائية، تحدث الأستاذ أبو فنونة عن أهمية الحفاظ وتأهيل هذه القيمة التاريخية والمعمارية، وعبر عن سعادته الكبيرة بالتعاون مع مركز إيوان في الحفاظ على أحد البيوت الفلسطينية، داعياً المؤسسات الثقافية والإعلامية تكرار هذه التجربة الناجحة في بيت أثري آخر، ومؤكداً أنه سيتم استخدام بيت العشي مركزاً ثقافياً إعلامياً ينبض بالتراث وأهميته والحكاوى الفلسطينية.
وبعد قص شريط الافتتاح، شاهد الحضور عرضًا مرئيًا لمراحل الترميم المختلفة، ثم انتهى الحفل بتجوال الحضور في فراغات البيت الداخلية، حيث أبدى معظم الحضور اعجابهم بطريقة التدخل التي قام بها مركز إيوان في الترميم حيث تم الدمج بين الأصالة والحداثة في تفاصيل المفردات المعمارية.