قال الدكتور فريد القيق- رئيس قسم الهندسة المعمارية بالجامعة الإسلامية، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي : ” التراث المعماري .. الواقع وتحديات الحفاظ” إن التراث الفلسطيني الممتد لعدة قرون بحاجة إلى جهود مؤسساتية ووطنية لإعادة بعثه، والمحافظة عليه كشاهد تاريخي على حضارة الشعب الفلسطيني، ودليل على قضيته العادلة، وذكر الدكتور القيق خلال تلاوته التوصيات التي انبثقت عن مؤتمر التراث المعماري أن مدينة غزة تحتوي على الكثير من المعالم الثقافية والحضارية والمواقع الأثرية، والمقومات التاريخية والطبيعية، واستدرك حديثه منوهاً إلى أن التراث المعماري في قطاع غزة لم يستغل بعد بالشكل الصحيح، ولم يتم وضع خطط جدية للحفاظ عليه، والاستفادة من هذه الموارد والممتلكات الثقافية، وتسليط الضوء عليها، واستثمارها في تطوير القطاع الثقافي والسياحي.
ودعا الدكتور القيق إلى إعادة إحياء أمكنة الذاكرة وتحديد الأمكنة ذات القيمة الحضارية والمرتبطة بأحداث دينية ووطنية، وطالب بحماية تلك الأماكن من خلال إصدار تشريعات وقوانين بناء خاصة بها، والتعامل معها بحساسية بما لا يطمس قيمتها الرمزية.
وشدد الدكتور القيق على الاهتمام بالعنصر المعماري القديم والمباني الأثرية، والحفاظ عليها، وملائمة الترميم لأجواء المعلم التاريخي، واستخدام العناصر العمرانية الحديثة، بما يخدم الهدف التاريخ والأثري، ولفت الدكتور القيق إلى حاجة مدينة غزة لتفعيل السياحة الثقافية.
وأكد الدكتور القيق على ضرورة التواصل مع منظمة اليونسكو والمجلس العالمي للمعالم والمواقع؛ لدراسة إمكانية تضمين بعض المواقع الأثرية في فلسطين ضمن الدليل الذي يصدر عن لجنة التراث العالمي.
وحث الدكتور القيق على ضرورة الاهتمام بالمنشآت المعمارية الأثرية بمدينة القدس، والعمل على صيانتها وترميمها، وتحدث الدكتور القيق عن التحديات الكبيرة والتي تواجهها العمارة في مدينة القدس، وطالب بتأسيس هيئة إشراف وتنسيق مكونة من وجهاء ومثقفين وأكاديميين ورؤساء بلديات وأغنياء وملاك ومختصون للعمل على إحياء روح التمسك بالقدس في قلوب أهلها والمحافظة على الوجود العربي والإسلامي فيها.
وبين الدكتور القيق أن محمية وادي غزة الطبيعية تشكل أهمية كبرى من الناحيتين التراثية الثقافية والبيئية لما تأويه من تراث حقيقي لمنطقة المحمية، ومحتواها التراثي والبيئي؛ بما يكفل استدامتها وأهميتها للسياحة البيئية.
وأكد الدكتور القيق على أهمية إحياء جوهر التراث بتطعيم مباني غزة المعاصرة بعناصر من العمارة التراثية، بحيث تراعي متطلبات الوظيفة والقيم الاجتماعية والثقافية.
وأشار الدكتور القيق إلى أن المؤتمر أوصى بزيادة التوعية بأهمية الزخارف، وترميم وصيانة ما تبقى منها، والعمل على إعادة إحياء الزخارف في مدينة غزة، من خلال نشرها وإعادة تمثيلها بمواد وطرق حديثة، إضافة إلى تشجيع المصممين على استخدامها فيما يقومون به من تصميمات معمارية لمنشآت حديثة، بما يتلاءم والوظيفة الجمالية لتلك العناصر من ناحية، وفهم الرمزية الفنية فيها من ناحية ثانية.
وأوضح الدكتور القيق أن المؤتمر شجع نشر الأبحاث والكتب المتعلقة بتاريخ الآثار في مدينة غزة، وإقامة دورات حول أهمية التاريخ والعمارة الإسلامية في فلسطين، بالإضافة إلى تنظيم ورش العمل لإعادة تأهيل المنشآت المعمارية التراثية، والتعريف بها، وتوعية الجماهير بأهمية هذه المواقع، والتنسيق مع وسائل الإعلام لإبراز أهميتها.
وأفاد الدكتور القيق أن المؤتمر طالب بزيادة الدعم المالي للمراكز والجهات العاملة في مجال التدريب والتأهيل الفني للعالمين في مشاريع الحفاظ المعماري وضرورة التنسيق بين هذه الجهات للاستفادة من خبراتها وتجاربها المختلفة، وضرورة ابتعاث فرق فنية للدراسة في الخارج، وضمان عودتهم لتدريب كفاءات محلية، وتابع أن المؤتمر أوصى بوضع مساقات خاصة بالآثار الفلسطينية في مجال الحفاظ المعماري في الجامعات والكليات والمدارس الحكومية، وتطوير ما يقدم في بعض التخصصات الموجودة ليشمل الجوانب العملية والتطبيقية، وإنشاء متاحف مدرسية؛ ليطلع عليها الجيل الناشئ.
واعتبر الدكتور القيق التوثيق الرقمي باستخدام نظم المعلومات الجغرافية وسيلة مثلى لتوثيق التراث المعماري، وتوفير مرجع رقمي متكامل متميز بالسهولة في التعامل معه، وتطويره في المستقبل، وطالب باستخدام تقنيات التراث الافتراضي والتوثيق المحوسب من خلال مشروع متكامل يضم جميع المباني الأثرية في فلسطين كخطوة مساندة في عمليات الحفاظ، وربطها بقواعد البيانات للمؤسسات العالمية المختصة في هذا المجال.