
في ركن من أركان الجامعة الإسلامية ثمة شواهد حقة تتحدث عن الجامعة في عيون زائريها, ويفوح من ذات الركن عبق النجاح عندما يلتحم بالإنجاز, ويتمثل أمام عينيَّ الناظر الامتداد الجغرافي الذي انتشرت فيه الجامعة, ويفطن المتجول إلى أن الجامعة أفردت حرية كبيرة للصور لتعبر بدلاً عن سيل الكلمات, ويتنبه إلى أن خلف بريق كؤوسها ودروعها, نضج عقول كوادرها, هذا هو حال متحف الجامعة الذي يعتبر أحد المرافق التي يحتضنها مركز المؤتمرات بالجامعة.
ما إن تتجه إلى المتحف وتبدأ مسارك من جانبه الأيمن تستقبلك قائمة مصورة لرؤساء الجامعة الإسلامية, والذين توَّلوا مهام القائم بأعمال رئيس الجامعة, وبخطوة نحو الأمام تقف إلى يمين القائمة واحدة أخرى إلا أنها تختص بمجلس أمناء الجامعة السابق والحالي, وتجاورها قائمتان: إحداهما لتطور البرامج والتخصصات الأكاديمية, والأخرى لتطور أعداد الطلبة والخريجين.
يتنبه المتجول في المتحف إلى وفاء الجامعة الإسلامية والذي ترجمته بنشر لوحة شرف للجهات والمؤسسات والشخصيات الداعمة لها.
وثائق هامة
وأما عن الوثائق الهامة التي يضمها المتحف فتتصدرها وثيقة تأسيس الجامعة الإسلامية الموقعة بتاريخ 8-أيلول-1978م, وتلتف حولها رسائل عدة تشير إلى انتشار الجامعة جغرافياً, أبرزها: رسائل قبول عضوية الجامعة الإسلامية, فما بين قبولها عضواً في اتحاد الجامعات العربية عام 1980م, إلى قبولها في رابطة الجامعات الإسلامية, وحتى حصولها على عضوية الاتحاد الدولي للجامعات عام 1996م, تهيأت الجامعة للانطلاق نحو التوسع العلمي والخارجي.
اتفاقيات التوأمة والتعاون
يحتفظ المتحف بوثائق متعددة المواضيع, من بينها: معادلة شهادة الجامعة الإسلامية بشهادات الجامعات المصرية, وأخرى تسجل اتفاقية التعاون العلمي والثقافي بين الجامعة وجامعة أسيوط, وثالثة تختص باتفاقية التعاون العلمي المشترك مع جامعة المنصورة, وليس ببعيد عن ذات الوثائق تقف اتفاقيات التوأمة والتعاون مع الجامعات الأجنبية, ومن بينها: اتفاقية التوأمة مع جامعة ألينوي, واتفاقيتي تعاون أخرتين للجامعة عقدتا مع جامعتي نتوجهام ودرهان البريطانيين, وجامعة فلوريدا الأمريكية, واتفاقيتين أخرتين عقدتا مع جامعة ميلانو الإيطالية, وغيرها العديد.
مقتطفات من رسائل تهنئة
يوثق متحف الجامعة عدداً كبيراً من الرسائل كانت قد تلقتها الجامعة عام 2003م بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على نشأتها, من بينها: رسالة للدكتور نعيم أبو الحمص – وزير التربية والتعليم العالي السابق قال فيها: “نشيد بالتطور الملموس والنجاح الذي حققته الجامعة على الصعيدين المحلي والعالمي لمواكبة التطور وظروف العصر”, أما الدكتور محمد أبو جراد – مدير عام التعليم العالي في قطاع غزة فقال: “لعبت الجامعة الإسلامية دوراً طليعاً متميزاً وبارزاً في المجتمع الفلسطيني عبر إدارتها وكلياتها وموظفيها وخريجيها”.
وقد أرسل فضيلة الشيخ عكرمة صبري – مفتي القدس والديار المقدسة, وخطيب المسجد الأقصى المبارك برسالة, من ضمن ما ورد فيها: “إن العمل الجامعي المشترك فيما بين الجميع يشكل سبباً رئيسياً من أسباب نجاح هذا الصرح العلمي الرائد”.
وظهر من بين الرسائل التي تلقتها الجامعة من رؤساء الجامعات الفلسطينية رسالة الأستاذ الدكتور رامي حمد الله – رئيس جامعة النجاح الوطنية – وقد جاء في جزئها الأول: “من دواعي السرور أن تعانق جامعة النجاح الوطنية شقيقتها الجامعة الإسلامية في عيدها الخامس والعشرين … واليوم وبعد مرور خمسة وعشرين عاماً على بداية الجامعتين يحق لنا أن نفاخر بهذا الإنجاز الذي حققه شعبنا الفلسطيني في مجال التعليم العالي
سجل تشريفات الجامعة
وفيما يتعلق بسجل تشريفات الجامعة الإسلامية فخطى بتواقيع شخصيات عربية وأجنبية تنم عن علاقات الجامعة الواسعة, ومن بين تواقيع سجل الزوار ما خطه سعادة السفير محمد منير عبد العزيز – سفير جمهورية مصر العربية السابق لدى السلطة الوطنية الفلسطينية, وجاء فيه: “نعبر عن سعادتنا بزيارة الجامعة الإسلامية, وباللقاء بمجلس إدارتها ومجلس أمنائها, وبرؤية وما وصله هذا الصرح العظيم من تقدم”.
أما سعادة السفير محمد عبد السلام سيناصر – سفير المملكة المغربية فعبر خلال زيارة سابقه للجامعة قائلاً: “كنت مبتهجاً جداً بهذه الزيارة وما شاهدته يثلج الصدر, ويجعل كل زائر مخلص أن يطمئن على مستقبل فلسطين”.
بينما أبدى المهندس حسيب صباغ – رجل الأعمال, ورئيس مجلس إدارة شركة اتحاد المقاولين سروره بزيارة الجامعة, وقال: “سررت جداً بزيارتي للجامعة الإسلامية, وخصوصاً المختبرات الحديثة التي تضاهي مختبرات الجامعات الأوربية والأمريكية”.
الدروع والكؤوس
يسترعي انتباه المتجول في المتحف دروع المؤتمرات العلمية, واحتفالات التخرج التي عقدتها الجامعة, علاوة على دروع أخرى أهدتها جامعات خارجية ومؤسسات للجامعة, وباستدارة سريعة للبصر تبدو كؤوس البطولات الرياضية التي ظفرت بها الجامعة.
قلب المتحف
أما قلب متحف الجامعة فتوسطه مجسمان من الزجاج, عشرات قليلة من السنتيمترات فصلت بينهما, بينما أحاطتهما صور تتحدث عن فحوى هذين المجسمين, ففي الوقت الذي يصور فيه المجسم الأول مرحلة الإعمار الثانية للجامعة, وكانت في القاعات الإسبستية المؤقتة, يقف فيه المجسم الثاني ليروي قصة المثابرة وإنجاز المرحلة الثالثة وهي التشييد الدائم.