نوعيةٌ هي النماذج العصرية التي أفلحت الجامعة الإسلامية في إدخالها إلى بيئة التعليم العالي الفلسطينية, والتي تعدت الدور الأكاديمي للجامعة لتحتوي وإياه الأدوار البحثية والتقنية, والتكنولوجية, علاوة على المعرفية, والمجتمعية, وأثمرت عن تقدير واسع امتد للأوساط الإقليمية والدولية, وقد تمكنت الجامعة من توظيف تكنولوجيا المعلومات لخدمة الأدوار المختلفة لها, واستطاعت بعد احتيازها مرحلة تأسيس البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات أن ترقَ بالجامعة لتصبح “دوحة تقنية”, وتنقل إلى أطراف أصابع المنتفعين من خدماتها قيمة وجودة عصرية, وتعتبر إدارة تكنولوجيا المعلومات بالجامعة واحدة من الإدارات المتعددة التي يُسجل لها حضورها الناصع في هذا الحقل.
البنية التحتية المتطورة
فقد ذكر الدكتور ماهر صبرة – مساعد نائب رئيس الجامعة الإسلامية لتكنولوجيا المعلومات, ورئيس إدارة تكنولوجيا المعلومات – أن الجامعة الإسلامية منحت التكنولوجيا اهتماماً خاصاً, حتى مثلَّ إنجاز البنية التحتية الخاصة بها أحد أبرز الأولويات التي تتصدر استراتيجية التطوير, موضحاً أن الجامعة نفذت مشاريع عديدة تخدم شبكة الحاسوب في الجامعة, إضافة إلى عملها الحثيث للتطوير المستمر للأجهزة والخوادم الموجودة داخل الجامعة, وأكد الدكتور صبرة على أن البنية التحتية المتوفرة في الجامعة جعلت شبكة الحاسوب فيها من أكثر شبكات الحاسوب تطوراً في الجامعات الفلسطينية.
وعن الفائدة التي حققها توفر البنية التحتية للعاملين وطلبة وخريجي الجامعة, بينَّ الدكتور صبرة أن العديد من البرامج الحديثة – والتي أنجزت بطواقم وخبرات فلسطينية تعمل في الجامعة – سهلت عمل الهيئتين الأكاديمية والإدارية وطلبة الجامعة, ومن صورها: برامج عمادة القبول والتسجيل, والدائرة المالية, والشئون الأكاديمية, وعمادة شئون الطلبة, والمكتبة المركزية، ودائرة اللوازم والمشتريات, إضافة إلى العديد من الإنجازات الأخرى, ومنها: ربط حرم الجامعة الرئيس مع المواقع الجغرافية الأخرى للجامعة، مثل: مركز الجنوب, لتحقيق سهولة الاتصال, وتبادل المعلومات, وتوفير متطلبات الأمن الإلكتروني.
العلاقات الخارجية
وفي معرض رده على سؤال حول المنح الخارجية, ومذكرات التفاهم, تحدث الدكتور صبرة عن حصول الجامعة في وقت سابق من العام الحالي على منحة البنك الدولي لدعم حاضنات التكنولوجيا والأعمال بعد تنافسها مع (140) مؤسسة جامعية وبحثية وحاضنات أعمال من عدد كبير من دول حوض البحر الأبيض المتوسط, وقارتي أمريكا الجنوبية وإفريقيا, وجنوب شرق آسيا, مشيراً إلى أن المنحة ستسخر لبناء نواة حاضنة تكنولوجيا الأعمال في الجامعة, ورأى د. صبرة أنها تعزز نشاطات الجامعة لخدمة مؤسسات المجتمع, ودعم قدرات الخريجين.
وفي موضوع ذي صلة بمذكرات التفاهم, عرض الدكتور صبرة لمذكرة التفاهم الذي جرى توقيعها مع الجمعية اليونانية للأبحاث والتكنولوجيا، موضحاً أن المذكرة تهدف إلى نقل وتبادل الخبرات الأوروبية في مجال شبكات الحاسوب، والبرامج التطبيقية العلمية إلى فلسطين، وأفاد أن المشروع الخاص بالبحوث والتكنولوجيا ممول من قبل الاتحاد الأوروبي، ويسعى إلى عمل شبكات في أوروبا، وربطها مع مناطق أخرى في العالم، إضافة إلى دراسة واقع هذه الخبرات في فلسطين بالنسبة لهذا النوع من الشبكات والأبحاث، وإعداد مشروع نموذج شبكة في فلسطين لإشراك الجامعات الفلسطينية.
وأشار الدكتور صبرة إلى أن الجامعة نفذت الكثير من حيثيات البرامج التي نصت عليها الاتفاقيات ومذكرات التفاهم, وتحدث عن قيام الجامعة بالعديد من الزيارات للمؤسسات المهتمة داخل فلسطين وخارجها, بغرض الإطلاع على التجارب المتقدمة من ناحية, وتطوير تنفيذ البرامج من ناحية ثانية.
جوائز الإبداع والبحث العلمي
واعتبر الدكتور صبرة أن الخدمات التكنولوجية التي تقدمها الجامعة أدت إلى ظفرها بالكثير من جوائز الإبداع والتميز والبحث العلمي, والتي كان للأكاديميين والطلبة حظ وفير فيها, ومنها: حصول الجامعة على جائزة البنك الإسلامي في العلوم والتقانة عن فئة مؤسسات البحث العلمي المشهود لها بالتميز, , إلى جانب حصول الجامعة على جائزة جامعة النجاح للبحث العلمي, وحصول الجامعة في أكثر من مرة على جائزة مؤسسة هشام أديب حجاوي, , وجائزة المهندس زهير حجاوي – رئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الأمريكية في جنين, وجائزة اتحاد جمعيات مهندسي الكهرباء والحاسوب في العالم.
الحاجة أم الاختراع
وأشاد الدكتور صبرة بالتحدي والإصرار اللذان يجمعان الأكاديميين والطلبة في الجامعة تحت مقولة “الحاجة أم الاختراع”, وعرض للوسائل التي يتبعها هؤلاء لتغطية النقص في الاحتياجات التقنية, والناجم عن تأخير توريد الأجهزة والمستلزمات جراء الحصار والإغلاق, ومن بينها: التركيز على التقنيات المعتمدة على البرمجيات أكثر من الأجهزة.
وأبدى الدكتور صبرة تفاؤلاً لوجود مستقبل حقيقي للمجتمع الفلسطيني للحاق بثورة تكنولوجيا المعلومات, وأرجع ذلك لاعتمادها على العنصر البشري, والاستثمار في الإنسان, مؤكداً وجود أعداد كبيرة من الشباب يمكن استيعابهم كصانعين ومن ثمَّ منتجين للتكنولوجيا.