دراسة علمية حول الآثار البيئية للتنمية الزراعية في قطاع غزة تزامنت مع اليوم العالمي للبيئة

منح معهد البحوث والدراسات العربية بجمهورية مصر العربية درجة الدكتوراة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف للأستاذ كامل سالم أبو ظاهر- عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية وذلك عن الرسالة التي تقدم بها للحصول على درجة الدكتوراة بعنوان: “الآثار البيئية للتنمية الزراعية في قطاع غزة، وقد أشرفت على الرسالة أ.د. آمال شاور- أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب في جامعة القاهرة، وتكونت لجنة المناقشة إلى جانبها من: أ.د. يوسف فايد-أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب في جامعة القاهرة، أ.د. عبد القادر عبد العزيز علي- أستاذ الجغرافيا بكلية الآداب في جامعة طنطا، وتمت المناقشة عبر الدائرة التلفزيونية بين الجامعة الإسلامية بغزة، ومدينة القاهرة.
وقد أوصت الدراسة التي جاءت مناقشتها بالتزامن مع يوم البيئة العالمي باستخدام أسلوب المكافحة المتكاملة بعناصرها المختلفة، للحد من خطورة استعمال المبيدات، إضافة إلى استخدام الدبال كأحد أهم المخصبات للتخلص من بقايا النباتات وفي نفس الوقت تقليل استعمال الأسمدة الكيماوية، كما أوصت الدراسة بضرورة التنمية الزراعية المتواصلة بيئياً، مما يتطلب إشراف من وزارتي الزراعة والبيئة، وسلطة المياه لعمل تنمية زراعية مع المحافظة على البيئة الزراعية في حالة قادرة وأقل خطراً على البيئة وصحة السكان.
وشددت الدراسة على أهمية عمل مسح شامل للتربة والمياه الجوفية في قطاع غزة لتحديد أهم أنواع المحاصيل التي يسمح للمزارعين بزراعتها في مناطق قطاع غزة، إضافة إلى الإدارة الجيدة لعمليات التسويق بحيث يكون هناك تناسق بين عمليات الزراعة وحاجة السوق، بحيث أنه لا يوجد فائض أو عجز في أي وقت من السنة، وإيضاح أهمية التوسع في التصنيع الزراعي لاستيعاب الفائض من الإنتاج والذي يحتاجه السوق الفلسطيني.
وفيما يتعلق بأهم النتائج التي خرجت بها الدراسة، يذكر أنها تمثلت في أن المبيدات تعتبر من أهم الملوثات البيئية التي تشكل أهم الأخطار على البيئة وصحة السكان، كما أن الأسمدة الكيماوية تأتي في المرتبة الثانية من حيث التأثير السلبي على البيئة الزراعية، علاوة على كشف الدراسة عن تدني الوعي البيئي عند مزارعي قطاع غزة، وأرجعت الدراسة ذلك لعدم وجود رقابة بيئية سواء على المبيدات واستعمالها، أو الأسمدة، أو الإنتاج الزراعي بشكل عام.
وأظهرت نتائج الدراسة أن الزهور والفراولة تعد من أكثر المحاصيل الزراعية خطورة على البيئة، تليها الخضار المزروعة في البيوت المحمية، وتتمثل هذه الخطورة في تأثيرها على الخزان الجوفي، ومخلفاتها واستعمالها المبيدات والأسمدة بشكل مكثف.
من جانب آخر بينت نتائج الدراسة أن منطقة المواصي من أكثر المناطق تعرضاً للأخطار البيئية، ومرجع ذلك لاعتمادها على الزراعة الكثيفة القريبة من المياه الجوفية، مما يشكل خطراً حقيقياً على المياه الجوفية، إضافة إلى أن الزراعة في المناطق الشرقية المحاذية لصحراء النقب مهددة بأخطار التصحر كنتيجة لموجات الجفاف المتتالي، إلى جانب التحول إلى أسلوب الزراعة الكثيفة مع حفر الآبار المالحة والري بها.
وأظهرت نتائج الدراسة مساهمة العديد من العوامل في تفاقم المشكلات البيئية في قطاع غزة، منها: تفتت الحيازات الزراعية، وضعف عمليات التسويق الزراعي، إلى جانب ضعف الإرشاد الزراعي، وكذلك تزايد ملوحة المياه والتربة، وغيرها.
جدير بالذكر أن الدراسة تهدف إلى تشخيص الأخطار البيئية للتربة الناجمة عن التنمية الزراعية وكيفية معالجتها، إضافة إلى تحديد أخطار الاستخدام المفرط للأراضي الزراعية، وأثره على خصوبة التربة مع دراسة أبعاد مشكلة التلوث والمبيدات الزراعية، وأثرها على المياه الجوفية والتربة والكائنات الحية، إلى جانب تحديد أبعاد مشكلة النفايات الزراعية، وتقييم الطرق المستخدمة في التخلص من المخلفات، وتشخيص مشكلة التلوث بالأسمدة، وتقييم مدى استجابة المزارعين للأخطار البيئية، ووضع خطة زراعية متكاملة بيئياً يمكن من خلالها تلافي الآثار البيئية للتنمية الزراعية.

x