اللجنة العلمية في قسم الهندسة المعمارية بالجامعة تنظم يوماً دراسياً حول تصميم المدارس في قطاع غزة

اللجنة العلمية في قسم الهندسة المعمارية بالجامعة تنظم يوماً دراسياً حول تصميم المدارس في قطاع غزة

نظمت اللجنة العلمية في قسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية يوماً دراسياً بعنوان: “تصميم المدارس في قطاع غزة”، وحضر الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي والتي عقدت في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية، الأستاذ الدكتور عدنان إنشاصي –عميد كلية الهندسة، والدكتور فريد القيق –رئيس قسم الهندسة المعمارية، والدكتور أسامة العيسوي –نقيب المهندسين، عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة المعمارية، رئيس اللجنة العلمية، وعدد من أكاديمي القسم، وجمع من المهندسين، والمختصين، ولفيف من طلبة القسم.
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية أشاد الأستاذ الدكتور إنشاصي بالدور الرائد التي يقوم به طلبة الأقسام المختلفة في الكلية من خلال مشاريعهم ومناقشاتهم العلمية المستمرة، منوهاً إلى أن الكلية تهتم بتحفيز وتشجيع الطلبة على إبراز قدراتهم وكفاءاتهم التطبيقية، وزيادة تحصيلهم المعرفي.
وأكد الأستاذ الدكتور إنشاصي على سعي الكلية الجاد والحثيث من أجل تعميق البحث العلمي، وخدمة المجتمع المحلي، ومناقشة القضايا المهمة والملحة في القطاع.
وبين الدكتور العيسوي التطور الملحوظ الذي يشهده القسم في ميدان الأنشطة العلمية، وأنشطة التواصل مع مؤسسات المجتمع، وأوضح أن اليوم الدراسي يأتي استكمالاً لسلسة الأنشطة التي تنظمها أقسام الكلية، والتي تهتم بمواضيع العمل الهندسي، بما يصب في خدمة الطلبة والمجتمع، وأكد أن الطاقات الأكاديمية المهنية المتوفرة في قسم الهندسة المعمارية، والمعززة بالقدرات الطلابية الإبداعية على جاهزية لتلبية احتياجات الكلية في التواصل مع مؤسسات المجتمع
من جانبه، تحدث الدكتور القيق عن العديد من الأنشطة التي تقوم بها الجامعة و تصب في خدمة قطاع التعليم، وبين المعايير الأساسية والهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار لبناء مدراس على أسس علمية صحيحة، واستعرض الدكتور القيق المراحل التاريخية لبناء المدارس، وما رافقها من تطور علمي و تكنولوجي، والذي إضافات أفادت قطاع التعليم.
وأوضح الدكتور القيق أن المدرسة تمثل البيت الثاني للفلسطينيين، الأمر الذي يتيح فرصة أمام المعماري ليطلع عمارة المدارس الحديثة بسمات خالصة مستوحاة من الموروث الثقافي الفلسطيني.

الجلسة الأولى
وبخصوص الجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقد اليوم على مدار جلستين تحدث خلال الجلسة الأولى الدكتور نبيل الصوالحي –مدير المشاريع في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين- عن المراحل التاريخية لتصميم المدارس في وكالة الغوث، مستعرضاً المراحل الست التي مر بها تطور بناء وتصميم المدارس، بدءًا من الخيام وصولاً إلى الشكل الحالي.
وبين الدكتور الصوالحي تاريخ بدء المرحلة الأولى من العام (1901 وحتى 1954 ) وبداية التدريس فيها بالخيام المقسمة إلى فصلين وتحتوي على سبورة من الخشب.
وتناول المرحلة الثانية (1955-1962) و بعض التطورات التي دخلت عليها حيث كانت المدارس عبارة عن سور وجدارن من البلوك مغطاة بالقرميد والخشب من الداخل وكانت مكونة من طابق واحد والأرضية من الأسمنت والرمل وتم تزويدها بدورات المياه، فضلاً عن ظهور الوظائف المهنية للطلبة والتدبير المنزلي والتدريب الهندسي في تلك الفترة.
ووقف على المرحلة الثالثة (1962-1980) التي تميزت ببناء منشآت خراسانية أسست لطابقين، وتطرق إلى المرحلة الرابعة (1980-1994) والاتجاه نحو التفكير بإنشاء مدارس تتكون من ثلاثة أدوار نظراً للحاجة الملحة للفصول؛ لزيادة عدد السكان ونقص ساحة الأراضي اللازمة لإنشاء المدارس،
ولفت الدكتور الصوالحي إلى التحسينات الطفيفة التي طرأت على المرحلة الخامسة (1994-2002) والمتمثلة في بناء مدارس جديدة ومراعاة احتياجات الطلبة المعاقين، والاهتمام بالتشجير والزراعة بشكل جزئي، وتصميم المباني ذات الأربع أدوار، وإدخال الكهرباء، مختبرات الحاسوب.
وعرض الدكتور الصوالحي تطورات المرحلة الأخيرة (2002-2007) والتي تشمل تصميم فصول علاج الطلبة ممن يعانون من تأخر الفهم والاستيعاب والإعاقات، وإضافة التكييف والمراوح للفصول، والمسرح وغرف الرسم.
معايير تصميم مدارس قطاع غزة
وقدم الدكتور نادر النمرة –عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة المعمارية بالجامعة الإسلامية- ورقة عمل تحدث خلالها عن معايير تصميم مدارس القطاع، وأشار إلى عناصر التعليم الأساسية ممثلة بالفصول الراسية من حيث التصميم الناجح، وبين أن المعايير تهدف إلى التعرف على جميع المقاييس والأبعاد الخاصة بتصميم الفصول الدراسية في المراحل التعليمية الدنيا والعليا.
وقدم بشيء من التفصيل عناصر الفراغات وضرورة توفرها قبل البدء في عملية التصميم، والمتمثلة بعلاقة الفراغات والمعايير البيئية.
وأشار الدكتور النمرة إلى معدلات التصميم وأبعادها الداخلية ومساحتها، والاعتبارات التي يجب توفرها قبل البدء بعملية التصميم، وبين أهمية توفر التجهيزات الأساسية، وبترتيب أماكن الجلوس، والمسافة بين المدرس والطالب.

الجلسة الثانية
وبخصوص أوراق العمل المقدمة إلى الجلسة الثانية فقد قدم المهندس شادي عبد العزيز –من وزارة التربية والتعليم- ورقة عمل عرض من خلالها التطور التاريخي لتصميم المدارس الحكومية، منوهاً إلى التعاون الدائم بين الحكومة والجهات الممولة والجهات الاستشارية من أجل خدمة قطاع التعليم وإدخال التحسينات والتطورات المستمرة، بما ينسجم مع متطلبات الواقع والتطور التكنولوجي.
من جانبه، استعرض الدكتور أنور عوض الله –نائب رئيس قسم الهندسة المعمارية- المعايير الأجنبية المتبعة في تصميم المباني المدرسية، من خلال عرض فيديو لتصميم مباني مدرسة النمسا الابتدائية.
أما عن التوجهات المعمارية الجديدة في تصميم مدارس التعليم الأساسي فقد تحدث الدكتور عبد الرحمن محمد –عضو هيئة التدريس بقسم الهندسة المعمارية- عن تجربة إشرافه على مشروع تخرج أوضح من خلاله الأفكار الجديدة لتطوير العمل في المدارس، بما يشبه تطور الكائنات الحية والتطور التعليمي التلقائي خلال الزمن.

x