نظم قسم البصريات الطبية في كلية العلوم بالجامعة الإسلامية اليوم العلمي الأول المعنون “عيوب الإبصار”، وقد حضر الجلسة الافتتاحية لليوم العلمي والتي عقدت في مبنى طيبة للقاعات الدراسية معالي الدكتور باسم نعيم -وزير الصحة المكلف في حكومة تسيير الأعمال، والدكتور كمالين كامل شعت -رئيس الجامعة الإسلامية، والأستاذ الدكتور ناصر فرحات -عميد كلية العلوم، الدكتور محمد الطرشاوي -رئيس قسم البصريات الطبية، وعدد من الأطباء وأطباء العيون، والمختصون في مجال البصريات الطبية، وخريجو وطلبة قسم البصريات الطبية.
بدوره، أكد معالي الدكتور نعيم على أهمية العلاقات الإيجابية بين المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، ووقف على الإرادة التي رافقت نشأة قسم البصريات الطبية في الجامعة الإسلامية، باعتباره يمثل قسماً أكاديمياً حديثاً، وإضافة نوعية للجامعة، والوسط الصحي.
وأثنى معالي الدكتور نعيم على المستوى العلمي والأخلاقي لخريجي وطلبة القسم الذين عملوا كمتدربين أو متطوعين في مؤسسات وزارة الصحة، وبين معالي الدكتور نعيم اهتمام الوزارة بوضع الأطر القانونية لتوصيف مهنة ممارس البصريات الطبية، وتحديد موقع المهنة الوظيفي.
وأبدى معالي الدكتور نعيم اهتمام الوزارة أن يكون مساعدو أطباء العيون من خريجي البصريات الطبية، واعتبر أن افتتاح كل تخصص حديث يحتاجه المتجمع بمثابة إضافة نوعية تدعم الشعب الفلسطيني، ودعا إلى التعاون بين وزارة الصحة والجامعات لتلبية احتياجات القطاع الصحي المختلفة، واستعرض معالي الدكتور نعيم الآثار التي خلفها الحصار على الأوضاع الصحية في قطاع غزة.
تحسين نوعية الحياة
من ناحيته، تحدث الدكتور شعت عن قسم البصريات الطبية باعتباره القسم الأكاديمي الرائد في فلسطين، وتناول الدكتور شعت النجاح الذي حققه القسم منذ افتتاحه، إلى جانب تخريجه العديد من الطلبة، وأوضح الدكتور شعت مدى تقدم القسم في دائرة البحث العلمي، وخدمة المجتمع.
واعتبر الدكتور شعت أن إقامة القسم لليوم العلمي الخاص بعيوب الإبصار يعتبر بوابة لتحسين نوعية الحياة، وترجمة للاهتمامات العلمية بالقضايا المحلية محط الاهتمام، وأعرب الدكتور شعت عن أمله في أن يتسع اهتمام المؤسسات بتخصص البصريات الطبية ليشمل المؤسسات التربوية والصحية؛ وأرجع ذلك لكون الأمر فيه وقاية تجنب التأثيرات والمضاعفات على الحياة.
التواصل مع المجتمع
بينما أشار الأستاذ الدكتور فرحات إلى أن كلية العلوم بالجامعة الإسلامية تقدم دائماً التخصصات الجديدة والنوعية، واستعرض جانباً من أنشطة الكلية التي تعتبر أكبر كليات الجامعة من حيث تقديم البرامج الأكاديمية.
وذكر الأستاذ الدكتور فرحات أن التواصل مع المجتمع يعتبر أحد أهم أهداف الكلية، وأضاف أن اليوم العلمي يمثل شكلاً من أشكال التواصل مع المجتمع المحلي، ولفت إلى حركة الأيام العلمية والدراسية والمؤتمرات التي تنظمها الكلية.
وأثنى الأستاذ الدكتور فرحات على وضع وزارة الصحة أسساً ووصفاً وظيفياً لخريجي قسم البصريات الطبية، وحث على استيعاب خريجي البصريات في المؤسسات ذات العلاقة، والمؤسسات المهتمة بالرعاية الصحية.
اليوم العلمي الأول
وذكر الدكتور الطرشاوي أن اليوم العلمي يهدف إلى عرض نتائج الأبحاث حول نسب وجود العيوب البصرية لدى الأطفال في مدارس قطاع غزة، إلى جانب تشجيع البحث العلمي في مجال عيوب الإبصار كظاهرة تؤثر على تحصيل الأطفال العلمي، ودراسة طرق علاج ومتابعة عيوب الإبصار في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بمحاور اليوم العلمي، أوضح الدكتور الطرشاوي أن المؤتمر يضم أربعة محاور، حيث يتعلق المحور الأول بحجم ظاهرة العيوب البصرية، ومن المقرر أن يتناول الأنواع الشائعة لعيوب الإبصار، والسن والنوع الأكثر تأثراً بعيوب الإبصار، فيما يتناول المحور الثاني والمتعلق بطرق العلاج المتبعة لعيوب الإبصار العلاج بالنظارة الطبية، والعلاج بالعدسات اللاصقة، والعلاج بالليزر، والعلاج بتشريط القرنية، في حين يستعرض المحور الثالث أثر العيوب على التحصيل العلمي للأطفال، ومنها: أثر قصر النظر، وأثر طول النظر، وأثر حرج البصر، بينما يختص المحور الرابع بالوعي المجتمعي بعيوب الإبصار، ويناقش هذا المحور: ظاهرة الجهل المجتمعي بعيوب الإبصار، وسبل نشر الوعي بهذه الظاهرة لدى الآباء والأمهات والمدرسين والمدرسات، والأطفال أنفسهم.
الأبحاث العلمية
وقد قدمت إلى اليوم العلمي مجموعة من الأبحاث العلمية، حيث قدمت كل من الخريجات: فداء صقر، وعائشة الجمل، وأروى غزال دراسة أجريت تحت إشراف الدكتور محمد الكاشف حول معدل العيوب الانكسارية عند الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة، وقد استهدفت الدراسة (400) طفل تم فحصهم خلال ثلاثة أشهر في مستشفى العيون بغزة بواسطة جهاز منظار الشبكية.
وفي سياق متصل قدمت مجموعة من خريجات قسم البصريات الطبية بحثاً حول معدل العيوب الانكسارية عند الأطفال في مرحلة المدرسة، وأعدت البحث الطالبات: أريج العفش، ونور نصر الله، وهدى البطنيجي، في حين أشرف عليه الدكتور محمد الكاشف، وأجري البحث على (300) طفل تتراوح أعمارهم بين 6-18 سنة في مستشفى العيون بغزة خلال ثلاثة أشهر، تم خلالها الكشف عن حالات عيوب الإبصار، وكسل العين.
وقد قدمت كل من الخريجتين: رشا برغوث، وهدى البطنيجي دراسة حول تأثير عيوب الإبصار على مجال الرؤية المركزي بالتحديد بواسطة جهاز فحص ميدان النظر، وقد طبقت الدراسة على (28) شخص تتراوح أعمارهم بين (18-71) سنة وذلك في مشفى العيون بمدينة غزة، وقد بينت الدراسة مدى تأثير عيوب الإبصار على حساسية الشبكية لإدراك الضوء وذلك بعد مقارنة الفحوصات بالنظارة وبدون النظارة.
ومن بين الدراسات المقدمة إلى اليوم العلمي دراسة أعدها كل من: الأستاذ ياسين النونو، والأستاذ محمود جندية، وأوضحت الدراسة مدى انتشار، وتحديد الصعوبات الخاصة في فحص الانكسار، وقد أجريت الدراسة على (572) حالة، وقد كشفت الدراسة أن ما نسبته (17.4%) أظهرت صعوبات خاصة خلال عملية الفحص، وأوصت الدراسة بضرورة عمل فحص دوري لهذه الحالات، ومتابعتها بدقة لدى أخصائيي البصريات.
وفي ذات السياق قدمت كل من الخريجات: أريج أبو شعبان وغدير السقا، وسهى القيشاوي دراسة حول مدى انتشار اللابؤرية في قطاع غزة، وقد أجريت الدراسة تحت إشراف الدكتور محمد الطرشاوي، وتناولت الدراسة مدى انتشار الحرج البصري أو اللابؤرية في قطاع غزة، وقد جرى تطبيق الدراسة على أشخاص من ذوي أعمار مختلفة، وخلصت الدراسة إلى أن أكثر الفئات العمرية عرضة لهذا العيب الانكساري تتراوح أعمارهم ما بين (16-30) سنة، أي ما يشكل نسبة (26%) بينما أقل فئة عمرية عرضة لهذا العيب هي ما يزيد عمرها عن (76%)، وقد أوصت الدراسة بضرورة اكتشاف العيب مبكراً، وعلاجه بالطريقة المناسبة لما له من خطورة ومضاعفات في حال إهماله.