
أوصى مختصون ومهتمون بشئون البيئة بضرورة نشر مفاهيم التربية البيئية كوسيلة استراتيجية وهامة لمواجهة التحديات البيئية، وأكدوا على ضرورة انتقال الشعارات المنادية للحفاظ على البيئة إلى مرحلة التنفيذ العملي، ودعوا جميع المؤسسات والأفراد إلى أخذ دورهم في الحفاظ على البيئة ومقوماتها لتنتفع منها الأجيال القادمة.
وقد جاءت هذه التوصيات خلال الجلسة الافتتاحية للاحتفال بيوم البيئة العربي والذي يعقد هذا العام تحت شعار: “لنعمل معاً من أجل الحفاظ على البيئة”، والذي نظمه قسم البيئة وعلوم الأرض في الجامعة الإسلامية بالتعاون مع سلطة جودة البيئة تحت رعاية دولة الأستاذ إسماعيل هنية -رئيس مجلس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال، وقد حضر حفل الافتتاح الذي عقد في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة معالي الأستاذ الدكتور محمد عوض-أمين عام مجلس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال، والدكتور كمالين كامل شعث-رئيس الجامعة الإسلامية، والمهندس يوسف الغريز-القائم بأعمال رئيس سلطة البيئة، والأستاذ الدكتور ناصر فرحات-عميد كلية العلوم، والدكتور زياد أبو هين-رئيس قسم البيئة وعلوم الأرض، والمهندس يونس أبو سمرة-مدير عام شركة جوال-إقليم غزة، والأستاذ مؤنس فروانة – من نادي صناع الحياة، وعدد كبير من الأكاديميين، والباحثين، والخبراء، وممثلو مؤسسات المجتمع، وطلبة قسم البيئة وعلوم الأرض، وطلبة المدارس الفائزين في مسابقة الرسم والمسرحية والأناشيد، وعدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام.
وقد تم الاحتفال بدعم من جمعية أصدقاء البيئة، وجمعية صناع الحياة، وجمعية إنماء للإغاثة والإنماء.
البيئة الصحية للجميع
وأكد معالي الأستاذ الدكتور عوض على الاهتمام بإيجاد البيئة الصحية للجميع، وحث على نشر ثقافة الإعمار والبناء والتشييد، وشدد معالي الأستاذ الدكتور عوض على أهمية دعم مضمون التعليم للقضايا البيئية، ودعا إلى الحفاظ على البيئة، ليكون الإنسان متميزاً في مجتمعه ووطنه.
واستعرض الأستاذ الدكتور عوض الانتهاكات التي تتعرض لها البيئة الفلسطينية بمجملها سواء كان الأمر يتعلق ببيئة الطفل، أو البيئة الإنسانية، أو البيئة الخضراء.
ثمرة تعاون مشترك
بدوره، واعتبر المهندس الغريز الاحتفال ثمرة تعاون مشترك بين سلطة جودة البيئة والجامعة الإسلامية، إلى جانب المؤسسات الداعمة للاحتفال، وهي: جمعية أصدقاء البيئة، وجمعية صناع الحياة، وجمعية إنماء للإغاثة والإنماء.
وذكر المهندس الغريز أن الاحتفال يمثل أحد وسائل سلطة جودة البيئة للحفاظ على البيئة وتطويرها، ووقف على المهام التي تقوم بها سلطة جودة البيئة، ومنها: وضع السياسات البيئية الوطنية، وتنسيق علاقاتها مع جهات الاختصاص لضمان التنمية المستدامة التي تحفظ حق الأجيال في البيئة، ومرافقها ومصادرها، ولفت المهندس الغريز إلى اهتمام الهيئة بوقف التعديات على البيئة، ونشر الوعي البيئي الجماهيري.
وأشار المهندس الغريز إلى الشعار الذي أقرته جامعة الدول العربية للاحتفال بيوم البيئة العربي لهذا العام، وهو: “لنعمل معاً لأجل الحفاظ على البيئة”، منوهاً إلى أن الشعار يرسخ مفاهيم التعاون المشترك بين مختلف مؤسسات المجتمع فيما يخص المشاكل البيئية، وأضاف المهندس الغريز أن المشاكل البيئية لا تعرف الحدود أو المستويات، مما يقتضي العمل المشترك، وتحمل المسئولية الجماعية حيال قضايا البيئة، ونشر ثقافة العمل التطوعي بخصوصها.
وأوضح المهندس الغريز أن الأضرار التي تلحق بالبيئة اليوم قد تحتاج إلى نفقات وجهود عالية في المستقبل، داعياً إلى تحري الإرادة الشعبية في الحفاظ على الموروث البيئي الوطني.
وأبدى المهندس الغريز اهتمام سلطة البيئة للتعاون مع الجميعات والمنظمات والهيئات والجامعات والمدراس، ومؤسسات القطاعين العام والخاص في تشبيك العلاقات والروابط لنقل الجهود المطلوبة إلى طور التطبيق العملي، فضلاً عن توسيع شبكة أصدقاء البيئة، وثمن المهندس الغريز الجهود المختلفة التي قامت بها الجهات المشاركة في الاحتفال بفعالية يوم البيئة العربي.
أما الدكتور أبو هين فتحدث عن اهتمامات قسم البيئة وعلوم الأرض بالجامعة الإسلامية بالقضايا البيئة المختلفة، وتناول دعوة الدين الإسلامي إلى الحفاظ على البيئة ومصادرها حتى يحيا الإنسان حياة كريمة خالية من التلوث.
القابلية للتطبيق
من جانبه، أوضح الدكتور أبو هين أن ما أصاب البيئة من دمار هو من أيدي الإنسان، وعرض الدكتور أبو هين صوراً متعددة لاختلال كثير من الظواهر الطبيعية، مثل: زيادة الزلازل، والأعاصير، وظاهرة الاحتباس الحراري، وأضاف الدكتور أبو هين أن (33) مدينة في العالم باتت مهددة بالغرق، وناشد الدكتور أبو هين الجهات المسئولة لكي تتكاثف جهودها في وضع خطط عملية ذات استراتيجية طويلة وقصيرة المدى للحفاظ على بيئة نظيفة خالية من التلوث والأوبئة، وطالب بجعل شعار العام الحالي للحفاظ على البيئة شعاراً قابلاً للتطبيق ليس في فلسطين فحسب وإنما في العالم العربي، والعالم بأسره.
التربية البيئية
وطرح الأستاذ فروانة أفكاراً لصياغة توجهات نحو البيئة لجميع المؤسسات المجتمع، شدد خلالها على لزوم البعد البيئي للتنمية، ولفت إلى أن الأبعاد البيئية ضابط لكل المشاريع التنموية، التي تأخذ بعين الاعتبار مصادر البيئة، والخدمات، والنفايات والصرف الصحي، ومصادر المياه، وأضاف الأستاذ فروانة أن المخاطر البيئية تأخذ صفة إقليمية مما يقتضي توحيد المشروع البيئي العربي، ورشح الأستاذ فروانة التربية البيئية كوسيلة استراتيجية وهامة لمواجهة التحديات البيئية، وأوصى بالانتقال إلى مربع التنفيذ لمشاريع عملية جارية وصادقة.
محاضرات علمية
وقد انعقدت خلال الاحتفال بفعالية يوم البيئة ثلاث محاضرات علمية حيث تحدث الدكتور عبد الفتاح عبد ربه-عضو هيئة التدريس في قسم الأحياء في كلية العلوم- عن البيئة في فلسطين، وتناول الدكتور سمير العفيفي-عضو هيئة التدريس في قسم البيئة وعلوم الأرض بالجامعة الإسلامية- دور المؤسسات والمجتمع المدني في الحفاظ على البيئة، أما المهندس بهاء الأغا فتحدث عن ظاهرة الانحباس الحراري العالمي وآثارها.
وفي نهاية الفعاليات قدم نادي صناع الحياة عروضاً مسرحية وأناشيد، كما تم تكريم الفائزين في مسابقة الرسم والمسرحية والأناشيد.