
حرصت الجامعة الإسلامية بغزة عبر مركز التميز والتعليم الإلكتروني خلال العام 2020 على استخدام الوسائل والأساليب الحديثة في نقل التعليم والتواصل مع الطلبة، وراعت كافة الظروف المحيطة بما يضمن سير العملية التعليمية بكل يسر وسهولة وذلك بعد تفشي فيروس كورونا وقرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن يكون التعليم في القطاع التعليمي عبر منصات التعليم الإلكتروني حفاظًا على سلامة الطلبة والعاملين، ومما سهل على الجامعة الإسلامية الأمر تدشينها لمركز التميز والتعليم الإلكتروني منذ العام 2001م، حيث كانت من أوائل الجامعات في تأسيس مركزًا للتعليم الإلكتروني، ومن أوائل المراكز التي تم فيه اعتماد منصة المودل وهي منصة مفتوحة المصدر، وللتعرف أكثر على بدايات المركز، وأهدافه، وخطط الطوارئ التي نفذها خلال فترة انتشار فيروس كورونا، والأرقام والإنجازات النوعية التي سجلها المركز في تلك الفترة كان الحوار التالي مع الدكتور معتز سعد -رئيس مركز التميز للتعليم الإلكتروني بالجامعة الإسلامية.
البداية والأهداف
وفي الحديث عن بدايات المركز، قال الدكتور سعد :”بدأ المركز بداية بسيطة وكان هناك عدد بسيط من المتابعين والطلبة، والآن يوجد أكثر من (5.447) مساقًا على منصة المودل، بالإضافة إلى (1.600) مساقًا فعالًا في الفصل الدراسي الحالي.
وأوضح الدكتور سعد أن المركز في بداياته كان يوفر خدمات للطلبة والمدرسين من ناحية التدريب على الاستخدام على تقنيات التعليم الإلكتروني، ولاحقًا تم إنشاء قاعات التصوير للمحاضرات في العام 2012م بهدف تسجيل المحاضرات المصورة للمساقات الجامعية وعلى إثرها تم افتتاح قناة على اليوتيوب للمحاضرات المسجلة، وأضاف “البدايات كانت لتسجيل بعض المساقات والآن يوجد عشرات بل مئات المساقات موجودة على قناة اليوتيوب وعدد المشتركين الموجودين على القناة تقريبًا (250) ألف مشترك، وأكثر من (34) مليون مشاهدة حصلت عليها هذه القناة، إضافة إلى (3.2) مليون ساعة مشاهدة، وبين الدكتور سعد أن المشاهدات ليست فقط من طلبة الجامعة بل من جميع أرجاء الوطن العربي من العراق والسعودية والجزائر والمغرب ومصر وغيرهم.
وفيما يتعلق برسالة المركز وأهدافه، أكد الدكتور سعد أن المركز يسعى إلى الارتقاء بالعملية التعليمية في الجامعة الإسلامية من خلال توفير بيئة تعليمية افتراضية سهلة وميسرة في ظل استخدام ما يستجد من التقنيات الحديثة .
ولخص الدكتور سعد أهداف المركز في توظيف استخدام التكنولوجيا في التعليم الجامعي وتوفير الأجهزة والأدوات اللازمة لعم هذا الاتجاه في الجامعة، تزويد أعضاء الهيئة التدريسية بالمهارات والكفاءات التقنية التي تساعدهم علي القيام بواجباتهم بشكل فعال، تطوير أساليب وأدوات العملية التعليمية وذلك من خلال استخدام أدوات تكنولوجيا حديثة، تزويد الطلبة بالمهارات التقنية اللازمة لتحسين مستوى التحصيل العلمي والأكاديمي، وإقامة جسور التواصل وتبادل الخبرات مع الجامعات والمؤسسات العربية والأجنبية ذات العلاقة.
إنجازات وتوجهات المركز
وفي سياق جملة الانجازات التي سُجلت للمركز، نوه الدكتور سعد إلى أن مركز التميز والتعليم الإلكتروني من أوائل المراكز التي قدمت الاختبارات المحوسبة للمساقات الجامعية، وأن الجامعة من أوائل الجامعات التي تم فيها اعتماد الاختبارات المحوسبة لمتطلبات الجامعة فكانت جميعها محوسبة بالكامل وذلك منذ أكثر من (5) سنوات.
وأفاد الدكتور سعد أن للمركز موقع على الإنترنت تم تطويره عدة مرات يتم عليه نشر العديد من النشرات، وسلسلة التميز التي توفر نشرات إرشادية للطلبة والمدرسين مثل سلسلة التميز الأكاديمي التي تتحدث عن تدريس الأعداد الكبيرة، واللقاء الأول للطلبة في التعرف على أنظمة الجامعة وأنظمة التعليم الإلكتروني.
وتابع الدكتور سعد حديثه قائلًا :”بعد الجائحة كانت هناك ضرورة ملحة للتوجه نحو التعليم الإلكتروني للاستمرار في العملية التعليمية وكانت في البداية اضطرارًا لعدم وجود الخيارات ولكن بعد ذلك أصبحت واقعاً في ظل تفشي فيروس كورونا وتزايد أعداد الإصابات ومن باب الحرص على سلامة الطلبة والعاملين، وكانت الاستجابة بتوفير تدريب عاجل لأعضاء الهيئة التدريسية استفاد منه (300) عضو هيئة تدريس، بحيث يتم انتقال جميع الأنشطة التعليمية على منصة المودل التعليمية، حيث تم في وقت قياسي تدشين منصة الفصول الافتراضية بحيث تمكن الطلبة والمدرسين من الالتقاء في فصول افتراضية أو استخدام السبورة التفاعلية.
وأوضح الدكتور سعد أن منصة الفصول الافتراضية مازالت فعالة لغاية الآن، وعُقد عليها أكثر من (5000) آلاف محاضرة حية، وفي إطار توفير الدعم الفني للطلبة والمدرسين تم لغاية الآن معالجة أكثر من (8736) طلب دعم فني، وأردف الدكتور سعد قائلًا : “كان للجامعة وللمركز تجربة فريدة من نوعها، وهي من أوائل الجامعات التي أجرت التسميع الشفوي للقرآن الكريم من خلال منصة الفصول الافتراضية بحيث تم ترتيبها بحيث يكون تسميع شفوي للقرآن الكريم، وتم تدريب المسمعين وتدريب الطلبة وإعطاؤهم إرشادات عن كيفية استخدام هذه المنصة لتسميع القرآن الكريم، وتم التسميع الشفوي لأكتر من (7.000) طالبًا وطالبة”.
التواصل مع الطلبة
وذكر الدكتور سعد أن للمركز قناة على التلجرام بهدف التواصل مع الطلبة بشكل سريع وتوفير الإرشادات والإعلانات الفنية والنشرات الإرشادية بخصوص الامتحانات المحوسبة وبخصوص استخدام المنصات المختلفة.
وقال الدكتور سعد :”في الجائحة كان هناك ضرورة ربط لنظام المودل بنظام القبول والتسجيل، بحيث يتمكن الطالب من إضافة نفسه بشكل تلقائي على المساقات التي يسجلها وكان يوفر وقتًا وجهدًا كبيرًا على المركز”.
وتحدث الدكتور سعد عن اللقاءات المنتظمة التي يعقدها المركز مع الهيئة التدريسية بهدف تحسين وتجويد العملية التعليمية، وأشار إلى أنه لغاية الآن تم عقد أكثر من (13) لقاءً تدريبيًا للمدرسين في سلسلة ورش عمل وتدريب للمدرسين، وتم عقد (9) ورش عمل من بداية الجائحة وحتى الآن، وكذلك تمت المشاركة في (13) لقاءً وورشة عمل حول التعليم الإلكتروني في الجامعات الأخرى وفي المؤتمرات وورش العمل الخارجية.
جوائز وعضويات وامتيازات
ونوه الدكتور سعد إلى أن المركز عضو مشارك في عضوية اتحاد مراكز التعليم الإلكتروني في جامعات البحر المتوسط، حصول مركز التميز والتعليم الإلكتروني بالجامعة الإسلامية على درع يوتيوب الفضي وذلك نظير نجاح قناة الجامعة للمقررات الدراسية الجامعية المصورة في الحصول على أكثر من (100) ألف مشترك على القناة في حينه.
وفي إطار الحديث عن امتيازات مركز التميز والتعليم الإلكتروني في الجامعة الإسلامية، أكد الدكتور سعد أن ما يميز مركز التميز والتعليم الإلكتروني في الجامعة الإسلامية عن باقي الجامعات أنه تجاوز مرحلة التأسيس في العديد من الجامعات الفلسطينية في الوقت الذي لم يكن موجود فيها أي مركز للتعليم الإلكتروني أو أي منصة للتعليم الإلكتروني، إلى جانب الجهوزية للانتقال للتعليم الإلكتروني بسلاسة، ومن أكثر المراكز بالمقارنة مع مراكز الجامعات الأخرى يعقد لقاءات تدريبية للهيئة التدريسية وسلسلة ورش عمل بهدف رفع كفاءة العملية التدريسية وتجويد العملية التعليمية.
هذا ويسخر مركز التميز والتعليم الإلكتروني في الجامعة الإسلامية كل إمكانياته لأن يكون رائدًا في خدمات التعليم الإلكتروني على المستوى المحلى و العالمي.