عقد قسم الصحافة والاعلام بكلية الآداب بالجامعة الإسلامية بغزة، ورشة عمل حول التجارب والخبرات الإعلامية في الصحافة الاستقصائية، وذلك عبر تقنية الزوم، واستضافت الورشة الإعلامي تامر المسحال معد ومقدم برنامج “ما خفي أعظم”، وشارك فيها الدكتور حسن أبو حشيش -أستاذ الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية ، وطلاب وطالبات الدراسات العليا بقسم الصحافة الإعلام، ولفيف من الإعلاميين والمهتمين في هذا المجال.
بدوره، أفاد الدكتور أبو حشيش أن التحقيقات الاستقصائية تجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الجيدة، وتركز على الأراء المتناقضات وليس المتشابهات، مشدداً على أن الصحافة الاستقصائية تحتاج إلى فلسفة الاستقصاء.
وأوضح الدكتور أبو حشيش، أنه لا يوجد منظم يحمي الصحافة الاستقصائية، وعلينا أن نقدر ظرف المؤسسات الإعلامية، مضيفاً أن هناك محاولات للتحقيقات الاستقصائية في فلسطين والمتمثل بالضفة الغربية وقطاع غزة، لكنها محدودة وفردية وهي نتاج محاولات كانت من جريدة الحياة والوطن والرسالة.
وأكد الدكتور أبو حشيش أن التحقيقات الاستقصائية لا بد أن تكون مدعومة من قبل الهيئات والجمعيات التي تدعم ذلك من أجل إجراء التحقيقات الاستقصائية وحمايتها بشكل المطلوب، مشيراً إلى أن الحالة الفلسطينية لا تتحمل العمل الاستقصائي الحر، وعلى الجهات الإعلامية تبني ذلك وألا يترك فريسة للعمل الإعلامي الحر للعمل في هذا المجال.
من جهته، قال الإعلامي المسحال :”الصحافة الاستقصائية فيها الكثير من الجدل والاستهداف والتحديات وهناك الكثير من الصحفيين لقوا مصرعهم ومنهم من اعتقل، لأن هذه الصحافة تحصل إلى أشياء جديدة وهو ما زالت تفرض نفسها على الساحة الإعلامية”.
وعن فكرة برنامج “ما خفي أعظم” أوضح الإعلامي المسحال أنها فكرة بُنيت على تجارب سابقة ناجحة، وجهد كبير ومنظم ومرهق ولكن فيه من المتعة.
وأردف الإعلامي المسحال، قائلاً: ” عملت عشر سنوات من مجال العمل الصحفي الإخباري، حيث كنت من أوائل الناس الذين وصلوا إلى أرض إسطنبول ولكن لم أظهر على الشاشة”، وبين الإعلامي المسحال أن الصحافي الاستقصائي يحتاج إلى الخبرة العملية والعلمية والعمل في الميدان، وأوضح ليس كل من يتخرج يمكن أن نطلق عليه لقب الصحفي الاستقصائي .
وشدد على أن التحقيقات تحتاج إلى إمكانيات مادية وبشرية وليس من السهل على مؤسسة عادية عمل ذلك، مؤكداً أن التحقيق الاستقصائي مبني الأهداف والمعلومات، ولا يقتصر الأمر على فتح الموضوع فحسب وما الجديد والصحة وغير ذلك.
وأضاف الإعلامي المسحال، إن فريق برنامج ” ما خفي أعظم” يعمل مع باحثين من أجل الحصول على حقائق ووثائق، والكشف عن وثائق من خلال الاستعانة بمراكز البحث وغيرها في إعداد التحقيقات الاستقصائية والتي تكون مرتبطة بالواقع، من أجل الوصول إلى المعلومات كعمليات القرصنة والتحديات والوصول إلى المكان الذي هو جزء مهم من التحقيق الاستقصائي، حيث أن ما خفي أعظم يعتمد على الصورة، وليس كل موضوع كتحقيق استقصائي يجب أن ينبني على معلومات جديدة وزاوية جديدة وصورة جديدة وليس التكرار.
وأكد الإعلامي المسحال، أن الجهود الاستقصائية في فلسطين مقارنة بالدول العربية جيدة ومحط فخر واعتزاز ، لكنها تفتقر البعد القانوني، مضيفاً أن قناة الجزيزة القطرية وقبل عرض التحقيق الاستقصائي ” ما خفي أعظم” تقوم بالعمل على البعد القانوني وحق الرد والتواصل مع الأشخاص المتناول عنهم، خلال إعداد التحقيق الاستقصائي، وهذا الأمر ما يواجه وينقصه الصحافة الاستقصائية في فلسطين من ناحية سقف الحرية ومعرفة حريتك في هذا المجال.
ونوه الإعلامي المسحال، إلى أن الصحافة في عالمنا الحاضر فيها تحديات كبيرة فيها حالة من الاضطرابات والأزمات، وما خفي أعظم بدأ في 2016 قبل نشوب تلك الأزمات والتطورات الإخبارية المشتعلة في الميادين وفي مناطق مختلفة وهذه مهمة للجمهور.
ووجه الإعلامي المسحال، الشكر إلى المنظمين والقائمين على الورشة، وطلاب وطالبات الدراسات العليا والإعلاميين المشاركين.