
عقد مركز دراسات المرأة بكلية التربية بالجامعة الإسلامية ندوة حوارية بعنوان :”تداعيات أزمة كورونا على المرأة الفلسطينية”، واستضافت الندوة الأستاذة اعتماد الطرشاوي- مدير عام التفتيش وحماية العمل بوزارة لعمل، والأستاذة إيناس جودة- رئيس وحدة التدريب وبناء القدرات ببرنامج غزة للصحة النفسية، والأستاذة ابتسام السميري- باحثة ومدربة بمركز إدارة الأزمات بالجامعة الإسلامية.
وحضر الندوة الدكتورة سمية صايمة- مدير مركز دراسات المرأة، والأستاذة ريم العفيفي- منسق أعمال مركز دراسات المرأة، ومجموعة من طالبات الماجستير.
من جانبه، رحبت الدكتورة صايمة بالمشاركات في الندوة، وأشارت إلى أن موضوع الندوة يرتبط بقضية عالمية تركت آثاراً على مجمل نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وامتدت آثارها لتشمل جميع فئات المجتمع كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً، وأفادت الدكتورة صايمة أن الندوة تهدف إلى تسليط الضوء على التداعيات والآثار لأزمة كورونا على المرأة الفلسطينية تحديداً.
بدورها، تحدثت الأستاذة الطرشاوي عن التغيرات التي طرأت على الحياة الاجتماعية في ظل أزمة كورونا، واستبدال التواصل الاجتماعي بالتباعد الاجتماعي، وما خلفه ذلك على العلاقات والعادات الاجتماعية، بالإضافة إلى مكوث الأفراد في بيوتهم فترات طويلة ومتواصلة، وهذا كله أدى إلى تغيرات جذرية في الحياة الاجتماعية ترتب عليها اضطراب الحياة الاجتماعية، واستبدال التواصل المادي بتواصل إلكتروني عبر التقنيات المختلفة.
من ناحيتها، تناولت الأستاذة جودة الآثار النفسية لأزمة كورونا التي كشفت عن أزمات نفسية دفينة كانت تعاني منها المرأة الفلسطينية في قطاع غزة، وقد استندت الأستاذة جودة في عرضها على تقارير أعدها برنامج غزة للصحة النفسية توضح أن هناك زيادة في نسبة النساء اللاتي يعانين من حالات التوتر والقلق والاكتئاب بسبب الحجر المنزلي، الذي فَرضَ على المرأة تحمل أعباء إضافية من تعقيم ومتابعة الأبناء والعمل المهني من داخل البيت، وكذلك أظهرت الدراسات أن هناك زيادة في ممارسة العنف الأسري وزيادة عدد المعنفات بتأثير الضغوط النفسية التي يعاني منها جميع أفراد الأسرة بسبب استمرار الحجر فترات طويلة.
وتطرقت الأستاذة جودة إلى التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا على المرأة الفلسطينية وبالتحديد تجاه النساء اللواتي فقدن أعمالهن بسبب جائحة كورونا والتي تسببت بإغلاق العديد من الأعمال وتسريح العاملين فيها، وهذا أدى بدوره إلى اتساع دائرة الفقر والبطالة في صفوف النساء.
وخلصت الندوة إلى توصيات عملية مهمة لتحقيق التكيف الإيجابي مع الأزمة الحالية، ومنها: الاستعانة بالتقينات الحديثة، واستخدامها كبديل للتواصل الاجتماعي والتبادل الثقافي والفكري مع العالم الخارجي، وتعميق العلاقات الأسرية، وتعويض الأبناء عن عدم التمكن من ممارسة التواصل مع المحيط الخارجي من خلال تكثيف الحوار الأسري في ضوء المحددات الصحية الوقائية، وتنظيم برامج توعوية من قبل المؤسسات المجتمعية تشمل جميع أفراد المجتمع وتهدف إلى دعم صمود المرأة الفلسطينية وتشجيعها على التكيف الإيجابي مع الأزمة والوصول إلى الصلابة النفسية والتوافق النفسي، ودعم الجهود التنسيقية بين المؤسسات المختلفة لإدارة الأزمة وتوصيل الخدمات الإرشادية لجميع أفراد المجتمع عبر الوسائل المختلفة.