االجامعة الإسلامية تستضيف باحثًا بلجيكيًا في لقاء حول أثر الموسيقى في تحسين الجوانب الإجتماعية

االجامعة الإسلامية تستضيف باحثًا بلجيكيًا في لقاء حول أثر الموسيقى في تحسين الجوانب الإجتماعية


استضافت العلاقات الخارجية بالتعاون مع كلية التربية بالجامعة الإسلامية الدكتور لوكاس بيرون- باحث سياسي واجتماعي بلجيكي، للحديث عن نتائج بحثه التنموي الذي أجراه في مقاطعة الكونغو حول ” دور الموسيقى في تحسين الجانب الإجتماعي”، وذلك في سياق تطوير العملية التربوية وعلاج السلوكيات باستخدام الفنون.

 وأقيم اللقاء في قاعة المؤتمرات العامة في مبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور كل من: الدكتور إبراهيم الأسطل-عميد كلية التربية، والدكتور مشير عامر-رئيس قسم اللغة الإنجليزية، الذي قام بالترجمة الفورية أثناء اللقاء، والمهندسة أماني المقادمة- رئيس قسم العلاقات الخارجية، والأستاذ ياسر أبو جامع- ممثلًا عن برنامج غزة للصحة النفسية، والدكتور إسماعيل داوود- ممثلأ عن معهد إدوارد سعيد للموسيقى، بالإضافة إلى عدد من أكاديميي وطلبة كلية التربية والآداب.


ورحب الدكتور الأسطل بالدكتور بيرون والحضور، وأشاد بأثر الموسيقى وفاعليتها في العملية التربوية والتعليمية وعلاج بعض السلوكيات الناجمة عن تضاؤل الدافعية للتعليم لدى الأطفال واليافعين، وأفاد بأن هذه المحاضرة تكمن أهميتها في أنها تعتبر من أحد جوانب الإعداد المهني والتربوي للمعلمين والطلبة التي تعمل على صقل قدراتهم العلمية.

بدوره، أوضح الدكتور بيرون أن بحثه استهدف مجموعتين من منطقة الكونغو: إحداهما من الأطفال المشردين الذين يعيشون في فقر مدقع وتترواح أعمارهم بين 6-10 سنوات، وأخرى من اليافعين الذين يقاسون أزمات إجتماعية كثيرة منها العنف الشديد، وتترواح أعمارهم ما بين 16-20 عام من منطقة كنشاسا في الكونغو، وأكد على أن كلا المجموعتين قد انخرطتا في أعمال موسيقية وفنية وقد ترك ذلك أثرًا جليًا على حياتهم؛ حيث تم استرداد الأطفال من قبل عائلاتهم ولاقت المجموعة الثانية عملًا في “”قرع الطبول”، وعرض الدكتور بيرون فيديو لأحد أفراد فرقة قرع الطبول حيث قال: “لقد جربنا الموسيقى ووصلنا إلى حالة الخلاص من المشاكل الإجتماعية التي كنا نعاني منها كالعنف”.

وخلُص الدكتور بيرون إلى أنّ الموسيقى قد “أنقذت الناس فعليًا” وأخرجتهم من أوضاعهم الاجتماعية الصعبة، ويستعرض ثلاث نتائج لبحثه: أولًا، أصبحت الموسيقى حاضرة بشكل كبير في كنشاسا حيث تم إنشاء مدرسة للموسيقى هناك، ثانيًا: أصبح الأشخاص يسيطرون على ظروفهم الإجتماعية بشكل أكبر بعد أن تبنوا ثقافة العمل الموسيقي، ثالثًا: ليس من السهل إتقان فن الموسيقى فهي تحتاج إلى الكثير من التركيز والمهارة والوقت وهو جانب مهم في العمل الاجتماعي؛ حيث يصبح الفرد أكثر تحكمًا بدفة حياته كتحكّمه في إيقاع الموسيقى، رابعًا: لم تتوقف فرقة قرع الطبول عن أداء الموسيقى حتى في الأوقات التي لم يجنوا فيها المال، وقد توصل الدكتور بيرون لفهم عميق وهو أن الموسيقى لديها تأثير إيجابي على الجوانب النفسية والروحية للأفراد.


وعن تحديات الدراسة يشير الدكتور بيرون إلى أنه لم يجد أي دراسات سابقة في هذا الموضوع، مما جعله يقضي أكثر من أربعة أعوام بإجراء مقابلات فردية وجماعية وصلت إلى نحو 175 ساعة مسجلة، كما وأنه لم يكن يجيد اللغة الكونغوية؛ ولكن ما ساعده أنه كوّن شبكة اجتماعية قوية هناك، ويردف: “إذا أردت البدء بالعمل الموسيقي في منطقة تعاني من الأزمات الإجتماعية، فلست بحاجة إلى متخصص في الموسيقى ولكن ما يتوجب عليك امتلاكه هو مهارات الإتصال والتواصل مع الناس”.

 

x