المؤتمر يخرج بتوصيات قيمة تتعلق بالاستثمار والتمويل واستراتيجيات التنمية

اختتمت أعمال مؤتمر الاستثمار والتمويل في فلسطين الذي نظمته كلية التجارة بالجامعة الإسلامية برعاية معالي الدكتور سلام فياض –وزير المالية- تحت عنوان: “الاستثمار والتمويل في فلسطين بين آفاق التنمية والتحديات المعاصرة، وذلك في الفترة الزمنية من الثامن وحتى التاسع من شهر أيار –مايو- الجاري، بمشاركة أكثر من ثمانية وثلاثين باحثاً قدموا خمسة وثلاثين بحثاً، من قطاع غزة والضفة الغربية، والأردن والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك باستخدام تقنية الفيديو كونفرنس، وسط حضور واسع على مدار جميع جلسات المؤتمر.
وقد أعلن أ.د. عاطف عدوان –رئيس اللجنة العلمية- التوصيات التي خرج بها المؤتمر، بحضور د. فارس أبو معمر –رئيس المؤتمر وعميد كلية التجارة، د. عصام البحيصي –رئيس اللجنة التحضيرية ورئيس وحدة الدراسات والبحوث التجارية، إلى جانب عدد كبير من المشاركين، والباحثين، والأكاديميين، والمهتمين، وطلبة كلية التجارة، أوضح أ. د. عاطف عدوان أنه انبثق عن المؤتمر توصيات تتعلق بالتمويل في فلسطين، وأخرى تتعلق بالاستثمار في فلسطين، إلى جانب توصيات حول المؤسسات واستراتيجيات ومعوقات التنمية.

توصيات حول المؤتمر
وحول التوصيات الخاصة بالتمويل في فلسطين ذكر أ.د. عدوان أنها أكدت على ضرورة التزام البنوك بحجم رأس المال المحدد من السلطة واستكمال غير الموضوع منه، علاوة على التأكيد على ضرورة إلزام البنوك باستثمار الجزء الأكبر من الودائع المحلية داخل فلسطين، والاهتمام بالتخطيط، وإعداد دراسات الجدوى للمشاريع المتوقع تمويلها، وتشجيع صيغ المضاربة والمشاركة في البنوك الإسلامية ، إضافة إلى الحث على ضرورة الاهتمام بأسس الجودة الشاملة في أداء المصارف العاملة في فلسطين، وتصميم هيكلية الإقراض في المصارف العاملة فيها بحيث تغطي جميع القطاعات الاقتصادية، وإعطاء تراخيص لبنوك متخصصة، مثل: البنوك الزراعية، وأوضح أ.د. عدوان أن التوصيات أكدت على أهمية إنشاء جهاز داخلي لإدارة مخاطر الائتمان في فلسطين، وإصلاح الجهاز الإداري في سلطة النقد الفلسطينية، إلى جانب تطوير الأداء الإداري في سوق فلسطين المالي بما يتناسب ومتطلبات الاستثمار، كما أوصى المؤتمر بتحرير السوق من التبعية، وجعل إدارته في يد هيئة حكومية أو مستقلة، والعمل على الأخذ بعين الاعتبار المحددات الإسلامية للتعامل في أسواق المال، وأشار أ.د. عدوان إلى تأكيد المؤتمر على تنظيم مهنة المحاسبة على أسس علمية ومهنية بما يخدم تحقيق مبدأ الشفافية وتحقيق مصداقية المعلومات المالية المنشودة بواسطة الشركات المدرجة فيه، مضيفاً أن المؤتمر حث على العمل على تنظيم سوق الإصدار، وتشجيع دور بنوك الاستثمار في سوق الأوراق المالية، علاوة على تشجيع إنشاء الشركات المساهمة في فلسطين، والحد من انتشار الشركات الوهمية، وتشجيع الشركات المساهمة القائمة على إدراج أسهمها في السوق،و شددت التوصيات على تنمية قطاع الوساطة المالية، والتحليل المالي، وزيادة الوعي الاستثماري لدى جمهور المستثمرين، إضافة إلى ربط سوق فلسطين للأوراق المالية بالأسواق المالية والعربية والعالمين، وسن القوانين المالية والضريبية المؤثرة على نشاط السوق، وتعديل القائم منها.

توصيات حول الاستثمار
كما أعلن أ.د. عاطف عدوان مجموعة من التوصيات المتعلقة بالاستثمار في فلسطين، وفيها ذكر أهمية توفير المناخ الاستثماري الذي يشجع المستثمرين الخارجيين على الاستثمار في فلسطين، متحدثاً عن ضرورة وضع سياسات ائتمانية وتمويلية قصيرة وطويلة الأجل تلتزم بها البنوك ومؤسسات الإقراض العاملة في فلسطين، وإيجاد مراكز استشارية متخصصة تقدم النصح والمشورة للمستثمرين الحاليين والمتوقعيين، إلى جانب زيادة الاهتمام بالقطاعات الاقتصادية المهمشة، مثل: القطاع الزراعي والسياحي، وأشار أ.د. عدوان إلى أن التوصيات شددت على تفعيل الملحقات التجارية والاقتصادية في شعارات ومكاتب تمثيل فلسطين في العالم بما يخدم الاستثمار والتنمية، إضافة إلى التأكيد على ضرورة وجود قاعدة بيانات اقتصادية سليمة ومحدثة لخدمة المستثمرين، وتفعيل دور الزكاة كأداة مالية مهمة في تشجيع الاستثمار، وضرورة التوازن في توجيه التمويل بين مشروعات البنية التحتية والمشاريع الإنتاجية التنموية، كما أوصى المؤتمر أهمية دور القطاع الخاص في تنفيذ المشاريع الإنتاجية والتنموية، وتخفيف حدة البطالة عبر استيعاب أكبر عد من العاطلين عن العمل، وأكدت التوصيات على أهمية جودة الإنتاج والعمل على زيادته من أجل التصدير، وليس الاستهلاك فقط، مع ضرورة توفير حماية للمنتجات الوطنية.
ونوهت التوصيات إلى ضرورة توزيع المساعدات الأجنبية على القطاعات الاقتصادية على أسس علمية ودون تمييز، إضافة إلى القضاء على ظاهرة البطالة المقنعة في المؤسسات العامة، وذلك من خلال توفير فرص عمل بديلة، والتعامل مع القروض الميسرة من الدول المانحة بشكل سليم، وعدم قبولها إلا في حالات الضرورة، مع إدارة الدين الخارجي بشكل سليم أيضاً، وترشيد الإنفاق العام، والتعامل مع المساعدات الفنية بطريقة تحدد أكبر قدر من المنفعة، وتشكيل مؤسسات تشرف على عمليات الاستيراد لتنظيم العملية، وخفض تكاليفها، والعمل على سن القوانين التي تحمي العمال وأرباب العمل على حد سواء.

معوقات واستراتيجيات التنمية
وأعلن أ.د. عدوان عن مجموعة من التوصيات حول المؤسسات واستراتيجيات ومعوقات التنمية، وأوضح أن التوصيات أكدت على تبني سياسة إحلال المنتجات المستوردة بأخرى منتجة محلياً، وانتهاج استراتيجية الصناعات الصغيرة، والصناعات متناهية الصغر كاستراتيجية أساسية من استراتيجيات التنمية، وضرورة استقطاب الأموال العربية والإسلامية نحو الاستثمار في فلسطين، والحث على الاهتمام بالبحوث والدراسات في المجال الاقتصادي والمجالات المرتبطة، إلى جانب ارتباط الاهتمام بالرقابة بجميع عناصرها في المؤسسات الحكومية، مع ضرورة تطوير الكادر الإداري في الجمعيات الخيرية وغير الحكومية بما يضمن استغلال الموارد المتاحة لها بشكل افضل مما هو عليه، مع ضرورة تبني المشاريع الريادية من قبل مؤسسات الإقراض الصغيرة، وضرورة قيام مراجعي ومدققي الحسابات بعملهم على أكمل وجه دون محاباة أو تمييز، والاهتمام بالقطاع التعاوني وزيادة دوره في الاقتصاد الوطني إضافة إلى العمل مع الدول العربية على إعادة فتح سوق العمالة الفلسطينية في هذه الدول، وضرورة إعادة النظر في البرامج الجامعية المطروحة بما يتناسب مع الواقع الفلسطيني، وضرورة قيام السلطة الوطنية بتخصيص جزء من مواردها لدعم الجامعات والطلاب والبحث العلمي، إضافة إلى التشديد على الاهتمام بالإعلام التنموي بما يخدم عملية التنمية في فلسطين في وسائل الإعلام المكتوبة، والمسموعة، والمرئية.

الحفل الختامي
وكانت فعاليات مؤتمر الاستثمار والتمويل في فلسطين اختتمت في الحفل الختامي الذي نظمته كلية التجارة بحضور أ.د. محمد عيد شبير –رئيس الجامعة، أ. محمد شمعة –نائب رئيس مجلس الأمناء، د. فارس أبو معمر –رئيس المؤتمر وعميد كلية التجارة، د. عصام البحيصي –رئيس اللجنة التحضيرية، د. جهاد الوزير –وكيل وزارة المالية، أ.د. فؤاد بسيسو –محافظ سلطة النقد الفلسطينية سابقاً، ورؤساء اللجان، وأعضاء اللجان، وأعضاء مجلس الأمناء ومجلس الجامعة، ومدراء الدوائر، ورؤساء الأقسام، والباحثين، والمشاركين، وممثلي وسائل الإعلام.
بدوره شكر أ.د. محمد عيد شبير رئس الجامعة الدكتور سلام فياض لرعايته للمؤتمر، وشكر الجهات الممولة ممثلة بوزارة المالية، وجمعية المصرفيين الفلسطينيين، والندوة العالمية للشباب المسلم، وثمن أ.د. شبير مشاركات الباحثين التي جاءت مبنية على أسس علمية ومنهجية تخدم موضوعاً هاماً يتعلق بالاستثمار والتمويل والتنمية.
وأثنى د. أبو معمر على الجهود التي بذلت على مدار عام متواصل، مثمناً الجهود التي قامت بها جميع اللجان القائمة على المؤتمر، وتم في نهاية الحفل توزيع الدروع وشهادات الشكر والتقدير.



x