
انطلقت في الجامعة الإسلامية أعمال المؤتمر الدولي الأول للعلوم الصحية والذي تعقده كلية العلوم الصحية في الجامعة برعاية كريمة من المؤسسة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (IESCO) – ماليزيا، والشركة المتطورة، والمركز الدولي للعيون، ومن المقرر أن تستمر أعمال المؤتمر يومي السبت والأحد السادس والسابع من شهر تشرين أول/ أكتوبر الجاري.
وحضر فعاليات المؤتمر التي أقيمت في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة الأستاذ الدكتور ناصر فرحات- رئيس الجامعة الإسلامية بغزة، والأستاذ الدكتور عدنان الهندي- عميد كلية العلوم الصحية، والأستاذ الدكتور عبد الرؤوف المناعمة- رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، والدكتور مازن الزهارنة- رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وحضر الجلسة الافتتاحية عطوفة الدكتور أيمن اليازوري- الوكيل المساعد لشئون التعليم العالي، وأعضاء من مجلسي الأمناء والجامعة، وممثلون عن المؤسسات الصحية والجامعات المحلية، وجمع من الأطباء العاملين في مجالات: الطب المخبري، والعلاج الطبيعي، والبصريات، والتغذية والصحة العامة، ولفيف من المختصين والمهتمين، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية والطلبة بكلية العلوم الصحية.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، لفت الأستاذ الدكتور فرحات إلى أن كلية العلوم الصحية ولدت رائدة وقوية بأكاديمييها، وبرامجها المختصة، ومختبراتها المهنية، رغم حداثة عمرها إلا أنها تسعى دائماً نحو التطوير وتقديم الجديد الذي يتناسب مع متطلبات المجتمع والعصر، وتابع الأستاذ الدكتور فرحات حديثه قائلاً :”إذا نظرت إلى عناوين الجلسات والمحاضرات العلمية للمؤتمر وجدت الزخم والتكامل في جميع التخصصات العلمية والصحية”، وأضاف أكثر ما نعاني منه في قطاع غزة هو الخدمة الطبية نظراً لنقص التخصصات الدقيقة، وكثرة الأمراض، ونقص المستلزمات الطبية التي جاءت بسبب الحصار المفروض على القطاع.
وتمنى الأستاذ الدكتور فرحات الاستفادة من مخرجات المؤتمر، وأشار إلى أنه فرصة ثمينة للنقاش في القضايا الصحية والمعيقات التي تواجه القطاع الصحي، وعبر عن أمله بالخروج بمقترحات يستفيد منها أصحاب القرار من أجل تحسين جودة الخدمات الطبية والصحية في قطاع غزة.
تظاهرة علمية
من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور الهندي أن هذه التظاهرة العلمية إنما تعكس الجهد المبذول من قبل العلماء والباحثين لدعم البحث العملي في فلسطين، مشيراً إلى أن المؤتمر ينعقد بمشاركة عشرات العلماء والباحثين من فلسطين وبمشاركة دولية وإقليمية في ظروف صعبة يمر بها قطاع غزة.
وبين الأستاذ الدكتور الهندي أن العالم والباحث يسعى بالعلم الذي أعطاه إياه الله في شتى أنواع المعرفة إلى خدمة البشرية، فمنهم من يصنع دواءً وأخر يبتكر جهازاً وغيره يطور فحصاً، ولفت الأستاذ الدكتور الهندي إلى أن هذا المؤتمر يعد جزء أساسي وركيزة من ركائز دعم البحث العلمي في فلسطين حيث أن رسائل الدكتوراه والماجستير للعلماء والباحثين في الجامعات الفلسطينية تعد رافداً من روافد البحث العلمي في فلسطين.
وتحدث الأستاذ الدكتور الهندي بشيء من التفصيل عن تأسيس كلية العلوم الصحية، والتخصصات التي تطرحها، ومختبراتها العلمية والمهنية، والأنشطة العلمية التي تنفذها، والاتفاقيات التي تعقدها، فضلاً عن تدريب الكوادر في أساسيات البحث العلمي.
لقاء علمي متميز
بدوره، نوه الدكتور الزهارنة إلى أن المؤتمر يهدف إلى تحقيق جملة من الأهداف، هي: جمع العلماء والباحثين في لقاء علمي متميز لتبادل الخبرات والمعلومات والأفكار وعرض أحدث الأبحاث، وتعزيز التعاون بين الجامعات المحلية والإقليمية والدولية في مجالات البحث العلمي، وتدارس المشاكل الصحية في البيئة الفلسطينية وبيئات أخرى، وأوضح الدكتور الزهارنة أن المؤتمر يتضمن أربعة محاور، هي: العلوم “الطبية المخبرية، تقنيات الطب المخبري، أبحاث السرطان والوراثة الطبية”، والعلوم المختصة بالبصريات وطب العيون، والعلوم المختصة بالعلاج الطبيعي والتأهيل، والتغذية والصحة العامة.
وأفاد الدكتور الزهارنة أنه تقدم للمؤتمر (142) بحثاً علمياً، تم قبول (107) بحثاً علمياً محكماً من (20) مؤسسة صحية وجامعة على مستوى (10) دول، هي: فلسطين، مصر، سوريا، الأردن، الإمارات، بريطانيا، السويد، كندا، ماليزيا، هونغ كونغ.
الخلايا الجذعية
وتخلل الجلسة الافتتاحية محاضرتين علميتين، وكانت المحاضرة الأولى مع الدكتور أديب الزعبي- مدير المركز العربي للخلايا الجذعية- عمان/ الأردن، حول البحث العلمي في الخلايا الجذعية، والتي أوضح فيها أن إجراء الأبحاث العلمية عن طريق الخلايا الجذعية يعد أمراً معقداً للحاجة إلى العزل والفحص قبل الاستخدام في العلاج.
وتطرق الدكتور الزعبي إلى استخدام الخلايا الجذعية في علاج بعض الأمراض المستعصية عند الإنسان، مشيراً إلى العوامل الثلاث الرئيسة للنجاح في تطوير العلاج الخلايا الجذعية.
الثورة التكنولوجية
وفي المحاضرة العلمية الثانية التي ألقاها الدكتور سام جروجان- من المملكة المتحدة عبر تقنية الدائرة التلفزيونية المغلقة “الفيديو كونفرنس”، تحدث فيها عن التعلم والتعليم للطلبة في الواقع المعاصر اليوم، إضافة إلى المهارات التي يتوجب على الطلبة والباحثين والمهتمين تعلمها من أجل مواجهة تحديات الثورة التكنولوجية التي تغزو العالم اليوم.
وأوضح الدكتور جروجان أن اكتساب المعرفة وحده ليس كافياً، وحث الطلبة على اكتساب القدرات والسلوكيات تمكنهم من تطبيق هذه المعرفة إلى واقع عملي للاستفادة منهم في حياتهم العلمية والعملية
الجلسات العلمية
وشهدت وقائع جلسات اليوم الأول للمؤتمر حضوراً واسعاً من العلماء والباحثين والأطباء، حيث أقيمت على مدار ثلاث جلسات علمية، وتناولت موضوعات مختصة في عدة مجالات: العلوم الطبية المخبرية، والتغذية والصحة العامة، والبصريات والعلاج الطبيعي.