تواصلت لليوم الثاني على التوالي فعاليات مؤتمر الاستثمار والتمويل في فلسطين بين آفاق التنمية والتحديات المعاصرة، والذي تنظمه كلية التجارة برعاية معالي الدكتور سلام فياض –وزير المالية، وقد شهدت أعمال المؤتمر حضوراً علمياً وأكاديمياً واسعاً، من قبل الإداريين، والاقتصاديين، والماليين، والسياسيين، والمهتمين، وقد أكد الحضور على المستوى العلمي والتنظيمي الرفيع الذي ظهر من خلاله المؤتمر شكلاً ومضموناً، خاصة وأنه يناقش موضوعاً يمثل ركيزة أساسية يقوم عليها الاستثمار الذي يمثل عصب الاقتصاد، ومن ثمّ ينطلق إلى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات الاستثمارية.
الأستـاذ/ طـلال أبـو غزالـة
وكان الأستاذ طلال أبو غزالة –رئيس المجمع العربي للمحاسبين القانونيين، ورئيس المجمع العربي لإدارة المعرفة، ورئيس الشبكة الإقليمية العربية لفريق الأمم المتحدة لتقنية المعلومات والاتصالات – قد تحدث عبر الدائرة التلفزيونية المغلفة – الفيديو كونفرنس – من المملكة الأردنية الهاشمية.
وشكر أ. أبو غزالة رئيس الجامعة الإسلامية بغزة، والعمداء الأساتذة والعاملين في الجامعة، وتحدث أ. أبو غزالة في كلمته عن تطوير القدرات البشرية، موضحاً أن الإنسان هو صانع المعرفة، كونه يستطيع أن يسخر قدراته الذهنية والفكرية، لكسب الرزق، وتحقيق مستوى معيشي لائق له ولأسرته؛ ليكون عنصراً مفيداً لمجتمعه ولوطنه.
وأكد أ. أبو غزالة خلال كلمته على أن فلسطين صنفت في مقدمة الدول التي سعت للتعامل مع تقنية المعلومات والاتصالات، وأعرب أ. أبو غزالة عن شرفه في أن تكون مجموعته شريكه ومساهمة في أي برنامج أو خطة تساعد وتعزز هذا التوجه، متحدثاً عن اتفاقه ومعالي الوزير صبري صيدم – وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات- خلال لقاء جمعهما عن الاتفاق على برنامج واعد لإعداد المعلمين المدربين الذين سيتولون تدريب زملائهم، إلى جانب الاتفاق على مساهمة مجموعة طلال أبو غزالة على صياغة التشريعات الإلكترونية الفلسطينية، وخاصة المرتبطة بالحكومة الإلكترونية، وشدد أ. أبو غزالة على أهمية تخريج كوادر مؤهلة من الباحثين والمهتمين والفنيين الذين يحسنون أداء عملهم، ويشكلون بناءً متكاملاً يقود إلى عالم التطورات التقنية المعاصرة، مؤكداً على أن مؤسسات التعليم لا بد وأن تتكيف مع كل جديد، بحيث تصبح من نسيج العالم المعاصر الذي يتميز بالتداخل والاعتماد المتبادل، الأمر الذي يفرض عليها اتباع سياسات محددة لتحقيق الهدف المنشودتقدير واسع لمؤتمر الاستثمار والتمويل
ووصف أ. أكرم إبراهيم حماد – مساعد مدير عام الشئون المالية بوزارة التربية والتعليم المؤتمر بأنه رائع، موضحاً أن ذلك مستمد من كونه الأول من نوعه ليس على مستوى كلية التجارة بالجامعة الإسلامية، بل على مستوى الجامعات الفلسطينية أيضاً، وشاركه في التأكيد على تنظيم المؤتمر أ. محمد زكريا المدهون – المدير في وزارة المواصلات، ودعا إلى الاهتمام بالوقت لما يتيحه من فرص لتبادل المعلومات والخبرات.
وذكر أ. زياد محمد أبو هاشم -مدير عام الشئون المالية والإدارية بوزارة الخارجية، أن انعقاد مؤتمر الاستثمار والتمويل في هذه الفترة أمر مهم جداً، وهذا مستمد من الظروف التي تمر بها فلسطين، ووصف أداء الجامعة الإسلامية بأنه متميز جداً، وتمنى للجامعة الإسلامية النجاح والتوفيق.
وأشار أ. عبد القادر الشيخ خليل- مدير دائرة التنظيم والرقابة بالبنك الإسلامي للتنمية، أن مؤتمر الاستثمار والتمويل في فلسطين الذي نظمته كلية التجارة بفلسطين جاء متنوع الأهداف والمواضيع بشكل يخدم الخطة الاقتصادية المستقبلية من النواحي المتعلقة بالتمويل والاستثمار، وتطوير الاقتصاد، وتعديل السياسات والقوانين والتشريعات السائدة، مؤكداً على أن تنوع المشاركات في المؤتمر أثرت البحث العلمي، إلى جانب مشاركة العديد من الشخصيات الهامة في المجتمع، والتي تقوم بدور هام وبناء في عملية التنمية والبناء في المجتمع.
أما أ. ماجد توفيق سويدان – نائب مدير في وزارة الاقتصاد الوطني – فوصف المؤتمر بأنه ممتاز من الناحيتين التنظيمية والإدارية، موضحاً أن التخصصات المختلفة ساعدت على تنمية المهارات الفكرية، وتنمية الثقافة الاستشارية، والتركيز على المشاريع الاستثمارية الكفيلة بحل مشكلة البطالة، وشكر إدارة الجامعة على المجهود الطيب.
وقدر أ. إبراهيم القوقا – منسق برنامج تدريب المشروعات الصغيرة تحضيرات المؤتمر واصفاً إياها بالممتازة، موضحاً أهمية الاستفادة من تقنيات الصوت والصورة، وأهمية التركيز على الأبحاث العلمية القيمة.
أهميـة المؤتمـر
وتنبع أهمية المؤتمر من تركيزه على البعد الإداري في تطوير وإثراء بيئة الاستثمار والتمويل خاصة في ظل الظروف القائمة وأثر ذلك على الاقتصاد الفلسطيني، ويهدف المؤتمر لتحقيق مجموعة من الأهداف، منها: دراسة بيئة الاستثمار، وتحديد امكانات التنسيق والتكامل، ودراسة وتحليل مناخ التمويل بهدف تحديد الغرض منها، إلى جانب تحليل وضع وإدارة السياسات في المجالات الصناعية والزراعية والمالية والنقدية والخدمات، إضافة إلى دراسة وتحليل دور الإدارة، وإسهاماتها في جذب وحسن إدارة الاستثمارات والتمويل الأجنبي والوطني علاوة على عرض نماذج لتطوير بيئة الإدارة، لتعلق دورها في جذب وإدارة الاستثمارات، وكذلك الإلمام بتصور متكامل لبيئة التمويل والاستثمار في الأراضي الفلسطينية بين تحديات الواقع وآمال التنمية.