
وصف سعادة السفير أشرف عقل-سفير جمهورية مصر العربيةفي كلمته إلى مؤتمر تنمية وتطوير قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي، موضوع المؤتمر بأنه هام جداً، مبيناً أن الإرادة البشرية والرغبة تمثلان ركيزتان أساسيتان يتم الاستناد إليهما في إقرار معالم التنمية، وأكد السفير عقل أن مصر قيادة وحكومة وشعباً ستحافظ على جهودها الدائمة من أجل خدمة فلسطين وشعب فلسطين، مدللاً على هذا الاستعداد بالعلاقات الوطيدة التي تجمع الشعبين الشقيقين، وأبدى السفير عقل شكره للثقة والالتفاف الذي يبديه الشعب الفلسطيني بجميع مؤسساته حول السفارة المصرية.
معالي الدكتور/ جورج العبد
وأشار معالي الدكتور جورج العبد-محافظ سلطة النقد الفلسطينية إلى أن أهمية المؤتمر تنبع من التوقيت الذي يعقد فيه، والذي يأتي في أعقاب الانسحاب الإسرائيلي أولاً، وإجراء الانتخابات التشريعية الثانية ثانياً، إلى جانب مركزية دور غزة في استعادة النمو للاقتصاد الفلسطيني، وتسليط الأضواء على ضرورة فتح المعابر، وتحرير الاقتصاد، علاوة على إصرار الشعب الفلسطيني على حقه في تقرير مصيره بنفسه، بالرغم من الصعوبات والتحديات التي يواجهها، وأضاف د. العبد أن ما يزيد هذا الأمر احتراماً هو انعقاد هذا المؤتمر في الجامعة الإسلامية.
وأشار د. العبد إلى أن الاقتصاد الفلسطيني حقق معدلات نمو خلال الأعوام من 2003-2005 بلغت (6%) مشدداً على أن تحقيق متطلبات أساسية لبلوغ الرؤى الخاصة بتنمية الاقتصاد الفلسطيني تتطلب رفع الحصار عن قطاع غزة ، وإعادة تشغيل ا لمطار، وإنشاء ميناء فلسطين، وشق الطريق الآمن مع الضفة الغربية، وإزالة الحواجز الداخلية في الضفة الغربية، وفتح معابرها.
وشدد الوزير العبد على أن التنمية السلمية لم تعد لغزاً أو سحراً، منوهاً إلى تطور وتنامي علم التنمية الاقتصادية، وأضاف أن النمو لا يأتي نتيجة توافر الموارد الطبيعية فقط، واستطرد إلى أن توفر المواد الطبيعية لا يؤدي إلى الازدهار، وأوضح د. العبد أن التجارب والدراسات تشير إلى وجود سبعة عوامل أساسية تساهم في توفير الظروف المواتية للتنمية المستدامة، وهي: انتشار التعليم الأساسي في السكان، ولا سيما فرص التعليم للإناث، وتوفير الأطر الدستورية والقانونية لإحلال سيادة القانون، وترشيد دور الدولة في الاقتصاد، وحصره في توفير البيئة الملائمة لتشجيع المبادرات الذاتية، في ظل نظام السوق الذي تحكمه القواعد والقوانين، والنظم العادلة والمقبولة، إضافة إلى اعتماد مبدأ الحكم السليم وإقامة المؤسسات المبنية على مبادئ الشفافية والمساءلة، وكفاءة الإدارة، ومضى متحدثاً عن قيمة الانفتاح على العالم، وإخضاع الناتج الاقتصادي للمناقشة الحرة، والتي تأتي في ظل نظام تبادل تجاري عادل ومنفتح على مبتكرات العلم والتكنولوجيا والمعرفة، وكذلك إيلاء الأهمية للقطاع المالي والمصرفي، وإيلاء الأولوية لتطوير وتعميق هذا القطاع، كي يقوم بدوره الأساسي في الوساطة بين الادخار والاستثمار، علاوة على توفير البيئة الملائمة على مستوى الاقتصاد الكلي لتكون بيئة استقرار مالي ونقدي يوضح للمدخر معالم عائد توفيره، ولرجل الأعمال آفاق فرص استثماره.
د. عصام يوسف
وتحدث د. عصام يوسف-المدير التنفيذي لائتلاف الخير خلال مشاركته الهاتفية من العاصمة البريطانية لندن عن انعقاد مؤتمر تنمية وتطوير قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي في منعطف تاريخي هام بالنسبة للقضية الفلسطينية، مؤكداً على أن الحديث عن عملية التنمية في المنطقة يتوجب أن يعطي مصداقية للشعب الفلسطيني، ودعا جميع المهتمين إلى تطوير البنية التحتية كأحد الأولويات التي يقوم عليها المؤتمر، وذكر د. يوسف أن الشعب الفلسطيني سجل الكثير من التضحيات، مستدركاً أن هذه التضحيات تتطلب تضحيات أخرى من دول العالم للوقوف إلى جانبه في إرساء دعائم التنمية الشاملة.
وشكر د. يوسف الباحثين لمساهماتهم في دراسة الواقع الفلسطيني، وتقديم الحلول المساعدة في إرساء الواقع المنظور إليه، ودعا الشعب الفلسطيني للوقوف وقفة رجل واحد لدعم مجتمعهم، والمحافظة على مؤسساته، وأكد د. يوسف على وقوف إئتلاف الخير إلى جانب الشعب الفلسطيني، وحث المؤتمر على جمع الشمل الفلسطيني، وترسيخ الوحدة الوطنية.
وحول انعقاد مؤتمر مماثل لمؤتمر تنمية وتطوير قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي في جامعة النجاح الوطنية في الضفة الغربية، وانتهاء المطاف بمؤتمر لندن المقرر في النصف الثاني من العام الجاري، ذكر د. يوسف أن المؤتمر تدعمه مجموعة مؤسسات تحت شعار شركاء من أجل السلام والتنمية، مضيفاً أن يأمل أن يتمخض المؤتمر عن نجاحات حقيقية على أرض الواقع، من أجل مساندة الشعب الفلسطيني.
د. علاء الدين الرفاتي
أما د. علاء الدين الرفاتي-عميد كلية التجارة بالجامعة الإسلامية، ورئيس المؤتمر فتحدث عن أن تطوير وتنمية قطاع غزة، وتطوير وتنمية الضفة الغربية، وأيضاً تطوير وتنمية فلسطين تعد ثلاثة عناوين ستحتل الصدارة خلال الفترة القادمة وذلك للمؤتمرات الثلاثة المتعلقة بهذا الشأن، والتي ستبدأ من الجامعة الإسلامية، مروراً بجامعة النجاح، وانتهاء بمؤتمر لندن، وذكر د. الرفاتي أن النظرة لعملية التنمية يجب أن تؤكد اقتصاد الاكتفاء الذاتي الذي يعزز الاستقلال الاقتصادي، ثم ينتقل إلى اقتصاد التنمية والرفاهية الذي يجعل من الشعب الفلسطيني رائداً في تجربته التنموية، وأشار إلى أن العنصر البشري يعد أغلى عنصر في عملية التنمية، باعتباره صانع التنمية، وذكر د. الرفاتي أن عملية صنع القرار تبدأ من الجامعات ومراكز البحوث لنقل محصلة ما قاموا بجمعه وتحليله إلى جماعات تخطيط السياسة، ومن ثم إلى مراكز صنع القرار التي تنقلها بدورها إلى جماعات صنع الرأي التي تعمل على تهيئة الرأي العام لدعم تنفيذ القرارات والالتفاف حولها في الداخل، وحشد الدعم لها من الخارج.
وأوضح د. الرفاتي أن المتابع لتجارب الدول النامية يجد أن العامل الأساسي لنجاح عملية التنمية يتمثل في القدرة على إدارة عملية التنمية بمفهومها الشامل، وبمعايير المصداقية والشفافية، إضافة إلى توفير كل الأسباب والظروف التي تخلق مناخاً ملائماً يساهم في دعم عجلة التنمية.
وشدد د. الرفاتي على أن المؤتمر ركزَّ على أن تكون المشاركات ذات طابع عملي وتطبيقي على أمل أن تساهم هذه المشاركات في تنمية وتطوير فلسطين من خلال برامج عملية تخدم المرحلة المقبلة.
وشكر د. الرفاتي ائتلاف الخير وعلى رأسه الدكتور عصام يوسف لتمويل المؤتمر، ومجلس أمناء الجامعة الإسلامية وعلى رأسه النائب المهندس جمال الخضري، ورئاسة الجامعة وعلى رأسها د. كمالين كامل شعث وكذلك رؤساء وأعضاء اللجان القائمة على المؤتمر.
الدكتور/ عصام البحيصي
بدوره, أوضح د. عصام البحيصي – رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر, ورئيس وحدة الدراسات التجارية بالجامعة – أن أهمية المؤتمر تنبع بشكل خاص من ضرورة وضع خطط واضحة المعالم تتعلق بتنمية وإعادة إعمار قطاع غزة بعد الانسحاب, مضيفاً أن ذلك يقتضي أن يتم توجيه الموارد المتاحة على الصعيدين الداخلي والخارجي التوجيه السليم نحو تحقيق أهداف التنمية, وأكد د. البحيصي على أن توفير هذه الظروف يساعد في تلبية الاحتياجات الحقيقية لعملية إعادة الإعمار.