نظمت كلية الطب في الجامعة الإسلامية ورشة عمل بعنوان :”واقع أخلاقيات المهن الصحية بين النظرية والممارسة العملية وسبل تعزيزها”، وحضر الورشة الدكتور فضل نعيم- عميد كلية الطب، وعدد من الأخصائيين وممثلين عن وزارة الصحة والنقابات الصحية والكليات الصحية, والمؤسسات الصحية الأهلية.
من جانبه، لفت الدكتور نعيم إلى أن الثقة والتقدير أهم ما يقدمه المجتمع للطبيب كمقابل لما يقدمه الأطباء من خدمات للمريض, وأضاف لكن أزمة الثقة الحاصلة بين الطواقم الصحية من جهة والمرضى من جهة أخرى ترجع إلى سوء التواصل والثقافة المجتمعية السائدة.
وأوضح الدكتور نعيم أن ما يطلبه المجتمع من الطبيب هو الإيثار أي تقديم مصلحة المجتمع على مصلحته الخاصة، والرحمة والشفقة في التعامل مع المرضى, لأن المريض قد يتفهم عدم وجود الإمكانيات اللازمة, ولكنه لا يتفهم أن ينعكس ذلك على سلوك العاملين في القطاع الصحي تجاه المرضى.
بدوره, أكد الدكتور ماهر السوسي- عميد كلية الشريعة والقانون، أن حقوق المريض وواجبات الطبيب هما وجهان لعملة واحدة، مشيرًا إلى أن التطبيب واجب شرعي ومسؤولية توفيره تقع على عاتق الدولة, وواجب شرعي وفرض عين، ونوه الدكتور السوسي إلي أن الإنسان كرمه الله عن باقي سائر المخلوقات، لذلك يجب التعامل مع المرضي بكل الرحمة واللين، ويجب أن يتوافر في المؤسسة كافة مقومات العلاج والبيئة الصحية الملائمة أيضاً.
من جهته، أوصي الدكتور أسامة أبو معمر- مدير دائرة التدريب والتعليم المستمر بوزارة الصحة- بضرورة تعزيز كفاءة الكادر الطبي والصحي، من خلال ضمان جودة التعليم الجامعي, مؤكداً على ضرورة استمرار العمل في مجال الرقابة على مقدمي الخدمات الطبية والصحية من خلال تفعيل شكاوى الجمهور وتظلماتهم، وتمكين دور الرقابة الداخلية بوزارة الصحة.
وأشار الدكتور أبو معمر إلي ضرورة زيادة الوعي بأخلاقيات المهنة من خلال التركيز على اختيار المدربين في فترات التدريب العملي في المراحل التعليمية، والمشاركة الإيجابية للإعلام في بناء وتطوير أخلاقيات المهنة، والتركيز على منظومات القيم والبعد الإنساني للعلاقة الطبية.
وذكر الدكتور محمد جبر- رئيس قسم التدريب العملي بالكلية الجامعية- على ضرورة إعادة النظر في مناهج أخلاقيات المهنة، وتعزيز البحث العلمي في المجال، ودعا الطلبة إلى الاهتمام بدراسة وفهم وتطبيق مفردات المناهج.
وأفاد الدكتور أحمد الشاعر- عضو هيئة التدريس بكلية التمريض بالجامعة الإسلامية- أن هناك اهتماماً متزايداً من الجمعيات الطبية العربية وبعض الجامعات والعديد من المستشفيات بنشر الوعي بحقوق المرضى وودعا إلى إقرار مواثيق تتعلق بحقوق المريض.
وأشار الأستاذ إبراهيم لبد- عضو نقابة المهن الصحية الفنية- إلى أن القطاع الصحي في قطاع غزة يواجه عددًا من المصاعب والأزمات التي يصعب إيجاد حلول لها بشكل كلي، وتعمل الوزارة على إدارته، وأجمل تلك المصاعب في عدم القدرة على دفع الرواتب للموظفين، وعدم توفر الوقود والانقطاع المستمر للكهرباء، ونقص في الكوادر الطبية في جميع التخصصات التي تنعكس سلباً على أداء العاملين وفي بعض الأحيان على سلوكهم مع المرضى.
ودعا الدكتور عماد شقورة- عضو هيئة التدريس بكلية الطب في الجامعة الإسلامية- إلى تعزيز مناهج أخلاقيات المهنة في الكليات الصحية بالجامعات الفلسطينية، وزيادة العبء التدريسي والاهتمام بالجانب التطبيقي في المرحلة الإكلينيكية مع ضرورة تدريس أخلاقيات المهنة في السنة التي تسبق التدريب السريري المباشر.
وقال الأستاذ أحمد الكحلوت- عضو نقابة التمريض- :”إن الحصار أدى إلى نتائج مدمرة على المستوى الاقتصادي والإنساني, وكان أثره ملموساً على القطاع الصحي من حيث نقص الموازنات التشغيلية وزيادة الأعباء الوظيفية، وانعدام الحوافز المالية، ووقف الترقيات، مما كان له دور سلبي على الموظفين في القطاع الصحي، وتدني مستوى الرضا الوظيفي لديهم”.
وفي ختام الورشة، طالب الدكتور رامي العبادلة- مدير عام تنمية القوى البشرية بوزارة الصحة- بمعالجة الخلل في المنظومة الصحية وضرورة التقدم بخطوة إلى الأمام في مجال تعزيز أخلاقيات المهنة والاهتمام بتوعية العاملين ومتلقي الخدمات الصحية بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمة.