أجمع المتحدثون في حفل تخريج المشاركين في دورات تحسين أداء العمل, والذي دعت إليه دائرة شئون الخريجين بعمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة الإسلامية, على أن رأس المال الفلسطيني يتركز في استثمار الموارد البشرية, وتوفير السبل والظروف المواتية لها؛ للانطلاق نحو تحقيق أسس التنمية المستدامة, داعين الخريجين المشاركين في الدورات إلى منح الطموح والتخطيط الاهتمام الكبير, لخدمة عملية الإعمار والبناء في فلسطين, وقد حضر حفل التخريج د. كمالين كامل شعث – رئيس الجامعة الإسلامية, د. محمد مقداد – عميد خدمة المجتمع والتعليم المستمر, أ. رفيق حماد – مدير دائرة شئون الخريجين, م. حليم حلبي – مدير مكتب مؤسسة البدائل التطويرية, ومدير مشروع إنعاش ( D A I ), أ. شريف القيشاوي – المستشار المالي لمشروع إنعاش, ومنسق برامج التدريب في المشروع, إلى جانب حضور الاحتفال عدد من عمداء الكليات, ومدراء الدوائر, ورؤساء المراكز بالجامعة، وعدد من أرباب العمل, وممثلي المؤسسات الحكومية وغير الحكومية, والخريجين والخريجات المشاركين في الدورات.
الدكتور/ كمالين كامل شعث
وقد أكد د. شعث في كلمته أمام الاحتفال على أن الجامعة الإسلامية أولت الخريجين خلال السنوات الماضية الرعاية والاهتمام والمتابعة, مضيفاً أن الجامعة سعت من خلال جهودها الحثيثة للوصول بالخريجين إلى صورة عصرية مفادها التنسيق بين المؤسسة الأكاديمية وأرباب العمل, وكذلك التعرف إلى رؤى وتطلعات الخريجين, وتشجيع الاستراتيجيات المنبثقة عن تلك الجهات, لدعم كل من: البرامج الأكاديمية والتطويرية, مما يوجد العديد من ملامح التطويرية و التجديد, وأشار د. شعث إلى التهديدات الكبيرة التي تفرضها البطالة, والتي امتدت آثارها لتشكل هاجساً عالمياً.
وشدد د. شعث على أن اجتماع العديد من الظروف والمؤثرات يتطلب من الخريجين الحفاظ على الدافعية الذاتية, داعياً إياهم إلى الإقبال على الحياة بالتصميم, وتحفيز الطاقات, والبحث عن القدرات الإبداعية, للمساهمة في تطوير وتنمية المجتمع الفلسطيني.
وأوضح د. شعث أن الجامعة الإسلامية تعمل من خلال مناهجها الأكاديمية, ولجنة الجودة العاملة فيها على التنسيق بين ما يقدم في قاعات الدرس, وما هو كائن في مجالات العمل من جانب, وما ينظر إلى تحقيقه في المستقبل من جانب آخر, لافتاً إلى أن ذلك الجهد المتصل يتوج ببرامج الدراسات العليا, والمراكز المنضوية تحت عدد من العمادات والكليات في الجامعة, معرباً أن أمله في أن تكمل هذه الجهود بإيجاد الحاضنات.
وتحدث د. شعث عن الخدمات التي تقدمها الجامعة, والمنبثقة من ثلاث أهداف رئيسة, وهي: توفير التعليم العالي, ورعاية وتنمية البحث العلمي, وخدمة المجتمع, وبين د. شعث مدى اهتمام الجامعة بتطوير خدماتها للوصول بها إلى المستوى العالمي في العطاء والأداء, واستعرض العديد من المراكز العلمية العاملة في الجامعة في المجالات الهندسية والبيئية والتجارية, والأكاديمية, إضافة إلى تحقيق الجامعة لثقافة الجودة, واستخدامات التعليم الالكتروني, والتطبيقات المختلفة لتكنولوجيا المعلومات.
الدكتور/ محمد مقداد
أما د. مقداد فذكر أن المشروع التدريبي الخاص بتحسين أداء العمل جاء بالتنسيق والتعاون الكاملين بين عمادة خدمة المجتمع ومشروع إنعاش, بغرض خدمة المجتمع الفلسطيني, وتلبية احتياجات الخريجين, منوهاً إلى الانتباه الكبير الذي تحتاجه هذه الشريحة, وأكد د. مقداد على أن رأس المال الفلسطيني يتركز في الموارد البشرية, ومضى في حديثه مشيراً إلى مشكلة البطالة التي تمخضت عن أعداد الخريجين الكبيرة, والتي ألقت بظلالها على العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية, وأضاف أن نسبة البطالة في أوساط الخريجين بلغت (28%), وأثنى د. مقداد على دعم إدارة الجامعة الإسلامية الكبير لشئون الخريجين, لتوفير الظروف الإيجابية التي تعينهم على الانطلاق الأفضل نحو مستقبل أفضل.
المهندس/ حليم حلبي
وكان م. حلبي أعرب عن سعادته لانعقاد حفل تخريج المشاركين في دورات تحسين أداء العمل, موضحاً أن المشاركين يمثلون الفوج الثاني من المستفيدين من دورات برنامج إنعاش, والذي أعد له من خلال الاتفاق الموقع بين الجامعة والبرنامج, وذكر م. حلبي أن عدد المشاركين في الفوجين الأول والثاني واللذان رعاهما مشروع إنعاش تجاوز (400) مشارك ومشاركة, ووصل عدد المشاركين من الجامعة الإسلامية والمحتفى بتخريجهم إلى (264) خريج وخريجة.
وأشار إلى أن برنامج إنعاش الذي يعمل في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية منذ عام 2002م, يعمل على تقدم الاستشارات, ويساهم في عمليات التطوير, وتحدث م. حلبي عن كون برنامج تدريب الخريجين الجدد أحد الأنشطة التي يقوم برنامج إنعاش على رعايتها, حيث قام الموظفون بالبرنامج بإعداد الدورات والمحاضرات, وجمعهم في ذلك التعاون مع عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر في الجامعة الإسلامية, وعبر م. حلبي عن تفاؤله أن تنعكس ثمار تلك الدورات على أداء الشركات التي من المتوقع أن يعمل بها هؤلاء الخريجون, واستطرد في حديثه معرباُ عن أمله أن يحدث ذلك إضافة إلى القطاع الخاص في فلسطين.
وفيما يتعلق بتأسيس الجامعة الإسلامية دائرة شئون الخريجين, ذكر م. حلبي أن ذلك يكشف عن حرص الجامعة على التطوير المستمر في مناهجها, وقدرات خريجها, مشدداً على أن إنجازات الجامعة الإسلامية إنجازات فوق العادة.
واعتبر م. حلبي أن تعاون برنامج إنعاش مع الجامعات والمؤسسات الخاصة يمثل نموذجاً رائداً لتوحيد الجهود المؤسساتية, للارتقاء بمكونات الاقتصاد الفلسطيني عامة, وتعزيز دور مؤسسات القطاع الخاص على وجه التحديد, وأكد م. حلبي على أن التعليم العالي الفلسطيني يشارك من خلال الجامعات بنصيبه في الأجندة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع.
وأوضح م. حلبي أن برنامج إنعاش قام خلال عام ونصف بتدريب (300) مؤهل متدرب, وتم توظيف أكثر من (80%) منهم بدوام كامل, مضيفاً أن نصيب خريجو الجامعة الإسلامية بلغ (165) مؤهل, حصل منهم (159) خريج وخريجة على وظائف بدوام كامل.
وفي هذا الشأن ثمن م. حلبي قيمة تخطيط الخريجين لمسار حياتهم, والانطلاق بحيوية نحو الإعمار والبناء, وأشاد بأداء الجامعة الإسلامية العالي, كما شكر المدربين, والعاملين, والمساندين للمشروع.