
أوصى أكاديميون ومختصون شاركوا في أعمال المؤتمر الدولي “أزمة الفهم وعلاقتها بظاهرة التطرف والعنف” الذي بالتعاون بين وزارة الأوقاف والشئون الدينية وكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية يومي الثلاثاء والأربعاء السابع والثمن من آذار/ مارس الجاري- أوصوا بضرورة نشر الوعي بمخاطر سوء الفهم للنصوص وإسقاطها على أرض الواقع، من خلال عقد المزيد من المحاضرات والندوات والأيام الدراسية وورش العمل، والاهتمام بتدريس علم العقيدة، والسيرة النبوية، بأسلوب يجمع بين الفقه والواقع، ويقوم على الفهم الصحيح والوسطية والاعتدال.
ودعا المشاركون في المؤتمر الكليات المتخصصة في الدراسات القرآنية لإعطاء أولوية لدراسة الآيات التي تدعو للانفتاح على الآخر، والتعامل مع المخالف بالرحمة والسلم، فضلاً عن دعوة الحكام لإقامة حكم الله سبحانه وتعالى، وتطبيق الشريعة الإسلامية، ولو كان ذلك بالتدرج، لأن غياب تطبيق الشريعة الإسلامية سبب رئيس في شيوع الغلو والتطرف.
وطالبوا بالتركيز على العمل التربوي والدعوي، والانتباه إلى أن قضية إنشاء الفرد المسلم ليست أقل أهمية من إقامة الحكومة المسلمة بالمفهوم السياسي العام، وأن الإسلام نظام حياة، وليس نظام حكم فقط.
وشجعوا طلبة العلم والعاملين في حقل الدعوة الإسلامية على التحلي بالصبر والتفاؤل بحسن العاقبة، والتمكين لهذا الدين ولو بعد حين، وعدم الالتفات والتأثر بعقبات الطريق, وأن تكون نفوسهم حية قوية، وقلوبهم خفاقة، ومشاعرهم غيورة ملتهبة، وأرواحهم طموحة متطلعة متوثبة، وأهدافهم سامية, فإن الدعاة بخير ما دام التفاؤل ديدنهم، والطموح طريقهم، ولا يحول بينهم وبين وصولهم إلى قمة النصر والفلاح إلا اليأس النَكد, فإذا ما طُردَ ذلك اليأسُ من نفوسهم وتفكيرهم؛ فإن الدعوة سائرة بخير وأهلها بخير.
ولفتوا إلى أهمية التحرر من التعصب بكل أشكاله، سواء كان شخصيًا، أم حزبيًا، أم مذهبيًا, فالتعصب يصدُّ عن الحق، ويحمل المرء على احتقار الرأي الآخر وتسفيهه, واعتماد الحوار المفتوح مع جماعات الغلو، لأن الفكر لا يُواجه إلا بالفكر, والحوار من أحسن الوسائل لإقناع الآخرين وتغيير سلوكهم إلى الأفضل، كما أن فيه ترويضاً للنفوس على قبول النقد والاعتراف بالخطأ واحترام آراء الآخرين، ويُدَرِّب المرء على طريقة التفكير المنهجي، فضلاً أنه من أهم الوسائل التي استعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته.