رسمت الجامعة الإسلامية من اسمها وساماً في كل مجالات الإبداع، وتركت عبر إنجازاتها بصمة واضحة في المجتمع الفلسطيني، سطرت فيها علاقاتها الناجحة مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية داخل فلسطين وخارجها، وعززت من حضورها في مجالات: التعليم الأكاديمي، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع والتعليم المستمر.
عامٌ جديدٌ على الجامعة الإسلامية تكلّل بجهودٍ كبيرة وانجازاتٍ عظيمة سطرتها الجامعة الإسلامية في العام 2016م؛ جعلتها رائدة تزداد تألقاً عاماً بعد عام.
مراكز وإنجازات
حصلت الجامعة الإسلامية على المرتبة الثانية محلياً، وضمن أفضل الجامعات العربية خلال العام 2016، وغدت شريكاً في كرسي اليونسكو لدمج اللاجئين من خلال اللغات والفنون لثلاث دول، هي: بريطانيا، وفلسطين، وغانا، ودشّنت الجامعة الإسلامية كرسي بحوث السرطان، يسعى للبحث في المركبات الطبيعية كأحد البدائل الفعالة في علاج المرض، وتقديم خدمات مخبرية تشخيصية في مجالات تشخيص السرطان، وإنشاء بيئة بحثية متقدمة في مجال علوم أمراض السرطان.
وكان لطاقم الجامعة الأكاديمي وطلبتها نقاط مشرّفة في تاريخ الجامعة، فقد حصل كل من: الأستاذ الدكتور محمد عيد شبير-أستاذ التحاليل الطبية، رئيس الجامعة الإسلامية السابق، والأستاذ الدكتور نبيل خالد أبو علي-أستاذ الأدب والنقد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بالجامعة، على رتبة أستاذ شرف، وهما أول أستاذان يحصلان على تلك الرتبة في الجامعة.
واختارت وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور سامي شعث-الأستاذ المساعد بقسم الفيزياء بكلية العلوم بالجامعة الإسلامية-عضواً في اللجنة الوطنية لإدارة المشروع الدولي السنكروترون (سيسمي) .
ووقع الاختيار على الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف المناعمة-نائب رئيس الجامعة الإسلامية لشئون البحث العلمي والدراسات العليا-لتمثيل فلسطين في منظمة المجتمع العلمي العربي.
وسجل للجامعة الإسلامية براءة اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال الأستاذ الدكتور بسام أبو ظاهر، لمجموعة من المركبات الكيميائية العضوية الحلقية الجديدة، ودراسة وتقييم أثرها البيولوجي كمثبطات فعالة لمجموعة من أنزيمات الكاينيز.
وحصل الأستاذ الدكتور عدنان الهندي-عميد كلية العلوم الصحية في الجامعة الإسلامية-على منحة برنامج المقدسي للأبحاث العلمية عن مشروع “تقييم جودة المياه الموجودة في فلاتر المطابخ ومحطات التحلية-طفيلياً-“، وذلك بالتعاون مع جامعة سينت لويس في فرنسا.
وقضى الأستاذ الدكتور سمير صافي- أستاذ الإحصاء بكلية التجارة بالجامعة الإسلامية- زيارة بحثية في جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية لمدة عام، وذلك ضمن برنامج زمالة “الدورة الثالثة” الممول من مؤسسة التعاون وبنك فلسطين، كما حصل الدكتور رامي مرجان- رئيس قسم الكيمياء بكلية العلوم بالجامعة الإسلامية-على فترة ابتعاث علمي لقضاء زيارة بحثية لمدة ثلاثة شهور في Manchester Institute of Biotechnology في بريطانيا، وذلك ضمن برنامج زمالة “الدورة الخامسة” الممول من مؤسسة التعاون وبنك فلسطين.
وفي سياق النجاحات التي حققها طلبة الجامعة، فازت الشاعرة أمل أبو عاصي-طالبة الدراسات العليا في قسم اللغة العربية -بوسام أفضل شاعرة في مهرجان بلقيس الدولي الذي يقام سنوياً في دولة الجزائر.
وحصول تسعة من طلبة الماجستير في الجامعة على منحة مركز الشرق الأوسط للتحليه MEDRC، وتمكن أربعة طلاب من قسم الهندسة المدنية بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية في غزة، وبإشراف الأستاذ الدكتور شفيق جندية –أستاذ هندسة الطرق والبنى التحتية بالجامعة، من إنتاج نموذج أولي للإسفلت المسامي “النفاذي” داخل أحد مختبرات الجامعة الإسلامية الذي يهدف إلى إيجاد حل لمشكلة تراكم مياه الأمطار في الشوارع.
اتفاقيات تعاون
وتولي الجامعة الإسلامية أهمية كبيرة للتشبيك مع الجامعات والمؤسسات المختلفة، ففي عام 2016 عقدت الجامعة العديد من الاتفاقيات والشراكات، كان أهمها: توقيع اتفاقية توأمة مع جامعة “مينهو” البرتغالية، التي نصت على تعزيز التعاون والتبادل الأكاديمي بين الطرفين؛ لغرض البحث العلمي، واكتساب الخبرات.
انطلاقاً من حرص الجامعة الإسلامية على فهم أوسع للممارسات والسياسات في التعليم والتدريب في جميع البلدان، وتحسين نوعية العمل والأنشطة، وقعت الجامعة اتفاقية تبادل أكاديمي مع جامعة أرسطو اليونانية التي تتصدر المركز الأول على مستوى اليونان.
ووقعت اتفاقية تعاون مع مؤسسة الانتربال الدولية، لتنفيذ مشروع تأهيل الباحثين عن المنح، من خلال عقد برنامج تدريبي في عدة مجالات ذات علاقة بالدراسة في الخارج.
ووقعت الجامعة الإسلامية اتفاقية تعاون مع الهلال الأحمر القطري والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وجامعة الأزهر؛ بشأن تنفيذ مشروع تجهيز مختبرات طبية متخصصة في مؤسسات التعليم الطبي في قطاع غزة.
كما وقعت اتفاقية تعاون مع جامعة مالايا الماليزية، وذلك خلال زيارة عمل قام بها الدكتور كمالين كامل شعث-عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية-إلى ماليزيا.
ووقعت الجامعة مذكرة تفاهم بين شئون البحث العلمي والدراسات العليا والصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية “إنتربال”-بريطانيا لإطلاق الدورة الثانية من منحة انتربال لدعم المشاريع والأبحاث العلمية التطبيقية لطلبة الدراسات العليا.
البحث العلمي
يعد البحث العلمي من أهم معالم الإدارة الناجحة الذي يبنى عليه الخطط المستقبلية للجامعة، ففي عام 2016 عقدت شئون البحث العلمي والدراسات العليا أسبوع البحث العلمي الأول، الذي هدف إلى تعزيز مفاهيم البحث العلمي الرصين في فلسطين، ودعم الأنشطة العلمية والبحثية للباحثين والرياديين الفلسطينيين وخاصة في قطاع غزة، وقدّم الأسبوع العلمي أنموذجاً للأنشطة البحثية والعلمية والتطبيقية المتميزة لكليات الجامعة الإسلامية، وعرض نماذج لمنتجات تطبيقية أسهم القطاع الخاص الفلسطيني في تطويرها كجزء من مخرجات البحث والتطوير.
وتتويجاً لجهود الجامعة في مجال البحث العلمي، فازت ثلاثة مشاريع من كليتي الهندسة والعلوم بمنح التعاون الفلسطيني الألماني لتشجيع البحث العلمي المشترك بين الباحثين في فلسطين وألمانيا.
أما عن حرص الجامعة الإسلامية على تعزيز البحث العلمي في الجامعة، فتحت الجامعة باب التقدم لجائزة سلطانة نهر والبروج رحمان السنوية، وجائزة سناء أبو دقة للعلوم التربوية والنفسية للعام الجامعي 2016-2017م، بهدف تحفيز أعضاء هيئة التدريس للتميز في الأداء التدريسي، ونشرهم للأبحاث العلمية المتميزة، فضلاً عن تشجيع الطلبة على التميز العلمي والأكاديمي في مجالات العلوم والهندسة والتربية.
وفاز بجائزة الجامعة الإسلامية للبحث العلمي للعام الدراسي 2016/2017م، كل من: الأستاذ الدكتور محمد موسى شبات- عضو هيئة التدريس بقسم الفيزياء بكلية العلوم بالجامعة، والأستاذ الدكتور يوسف إبراهيم الجيش–عميد كلية التمريض- في مجال العلوم الطبيعية والهندسية والصحية، وحصد الدكتور وسيم إسماعيل الهابيل– عضو هيئة التدريس بقسم إدارة الأعمال بكلية التجارة- جائزة الجامعة الإسلامية للبحث العلمي للدراسات الإنسانية، وحصل الدكتور رأفت منسي نصار– عضو هيئة التدريس بقسم الحديث الشريف وعلومه بكلية أصول الدين- على جائزة الجامعة الإسلامية للبحث العلمي للدراسات الإسلامية.
المشاريع الريادية
وكعادتها تسعى الجامعة الإسلامية إلى وضع بصمتها في المجال الريادي، من خلال اطلاق المشاريع الريادية المتنوعة، ففي عام 2016 أطلقت الجامعة الإسلامية مشروع بذرة لتمكين الشركات الريادية الناشئة والصغيرة بتنفيذ من عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر، وبالشراكة مع حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة، وتمويل البنك الإسلامي للتنمية في جدة، وانتهى المشروع باحتضان (16) مشروعاً من المشاريع المتقدمة له.
واختتمت الجامعة مشروع “مبادرون3” لدعم الشباب الريادي في قطاع غزة بالجامعة الإسلامية، الذي موّله صندوق النقد العربي للإنماء الاجتماعي والاقتصادي بإدارة المنحة من البنك الإسلامي للتنمية، وأشرفت عليه مؤسسة التعاون، ونفذته حاضنة الأعمال والتكنولوجيا بعمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالجامعة الإسلامية، بالشراكة مع النقابة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات “بيكتا“، واحتضن مشروع “مبادرون3” (23) مشروعاً ريادياً من المشاريع المتقدمة له.
وأطلقت حاضنة الأعمال والتكنولوجيا بالجامعة الإسلامية بالشراكة مع حاضنة يوكاس مخيم رواد الأعمال غزة Gaza Startup Bootcamp.
الزيارات الدولية
وخلال عام 2016 تشرّفت الجامعة الإسلامية بزيارة عشرات الوفود العربية والأجنبية لها، كان من أهمها: زيارة وفد أكاديمي من جامعة أكسفورد البريطانية، ووفد نمساوي من جامعة (أبيير).
وزار الجامعة السيد روبرت بايبر- المنسق الخاص للأمم المتحدة، والسيد مامادو سو-رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة، والسيد برندن مكشاري-مدير مجلس الثقافي البريطاني في فلسطين، والسيد بول غرنير –السفير السويسري في فلسطين، والسيد كو جعفر-السفير الماليزي في مصر وفلسطين.
كما وزار الجامعة السيد منيب رشيد المصري –رجل الأعمال الفلسطيني، الذي دشّن مشروع بناء مركز البحث العلمي وجودة التعليم؛ الذي يهدف إلى إحداث نهضة علمية وإعطاء دفعة هامة للبحث العلمي في فلسطين، والاهتمام بتعزيز دور الجامعات الفلسطينية في مجال البحث العلمي وتشجيع الإبداعات والاختراعات وجودة التعليم.
وعلى صعيد الزيارات الخارجية للجامعة، شارك الدكتور كمالين كامل شعث-عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بغزة في قمة الجامعات العربية الآسيوية التي شاركت فيها عدة جامعات عربية وآسيوية، وجري النقاش خلال الجلسة حول عدة أمور تتعلق بكيفية تفعيل هذه الهيئة والبدء بأنشطة فعلية مشتركة بين الجهات المشاركة في الاجتماع.
الفعاليات والأنشطة الدولية
تميّز عام 2016 بتنوع المؤتمرات العلمية والدولية والطبية، التي عقدتها الجامعة الإسلامية بكلياتها المختلفة، منها: فعاليات مشروع الميكروبات الالكتروني “e-bug”الأول من نوعه في فلسطين، والذي أشرفت عليه كلية العلوم الصحية في الجامعة الإسلامية، بتنفيذ وحدة الرعاية الصحية الأولية في إنجلترا، بمشاركة (28) دولة على مستوى العالم، وهدف المشروع إلى تثقيف المجتمع حول علم الأحياء الدقيقة، والنظافة، والعلاج.
وأقامت الجامعة المؤتمر العلمي “التحولات الموضوعية في القضية الفلسطينية بعد أوسلو”، الذي نظّمته كلية الآداب؛ بهدف بيان مسار المفاوضات الفلسطينية وأسباب تعثرها، وبلغ عدد الأبحاث المشاركة في المؤتمر (30) بحثاً علمياً محكماً، والمؤتمر الدولي الهندسي السادس “المباني الموفرة للطاقة” الذي نظمته كلية الهندسة بالتعاون مع كلية العلوم التقنية في جامعة فيينا التقنية في النمسا، وضم المؤتمر (25) بحثاً علمياً، و(38) باحثاً وباحثة من دول مختلفة.
وعقدت الجامعة مؤتمر كلية الطب السادس “الطب المسند بالبراهين” بمشاركة وفد طبي رفيع المستوى من جامعة أكسفورد البريطانية في تخصصاتٍ عديدة، منها: الجراحة، وطب الأطفال، الأشعة والتخدير، وغيرها.
بالإضافة إلى المؤتمر الدولي الثاني للإعجاز في القرآن الكريم والسنة النبوية، الذي نظّمته هيئة الإعجاز في القرآن الكريم والسنة النبوية التابعة لمركز القرآن الكريم والدعوة الإسلامية بكلية أصول الدين في الجامعة بالتعاون مع كلية الحضارة الإسلامية بجامعة ماليزيا للتكنولوجيا، واشتمل المؤتمر على (50) ملخصاً، و(28) بحثاً علمياً محكماً.
المسؤولية الاجتماعية
وكان للمجتمع الفلسطيني نصيب من اهتمامات الجامعة وانجازاتها، فلم تتوانَ أبداً تجاه مسئوليتها الاجتماعية، وانطلاقاً من هذا المبدأ، كان تخريج أول دفعة للصم في فلسطين، والملتحقين بالدراسة في تخصصي: دبلوم تكنولوجيا الإبداع، ودبلوم صيانة الحاسوب والأجهزة الذكية، وذلك ضمن مشروع “تحسين وصول الطلبة الصم وضعاف السمع للتعليم العالي في قطاع غزة”، الذي يأتي في سياق مشروع “تطوير خدمات الإعاقة في قطاع غزة”، والممول من برنامج دول مجلس التعاون الخليجي لإعادة إعمار غزة، ومؤسسة الفاخورة القطرية التابعة لمنظمة التعليم فوق الجميع، وبإدارة البنك الإسلامي للتنمية، وتنفيذ جمعية الهلال الأحمر القطري بالشراكة مع نظيره الفلسطيني.
وأطلقت الجامعة الإسلامية بغزة أعمال يوم التوظيف لخريجي كلية التجارة الذي عقدته الكلية بالتعاون مع وحدة الخريجين بالجامعة، وبرعاية من مجموعة الاتصالات الفلسطينية، ومشروع مواءمة مهارات طلبة قسم إدارة الأعمال لسوق العمل؛ وذلك في سبيل خدمة الخريجين من الكلية.
وخرجت الجامعة الإسلامية في العام 2016م ما يقارب من (4217) خريجاً وخريجة في برامج: الدكتوراه، والماجستير، والبكالوريوس، والتأهيل التربوي، والدبلوم العالي.
وبهذا تطوي الجامعة الإسلامية صفحات عام 2016م بمجموعة من الإنجازات والجوائز المحلية والدولية؛ لتجدد من نشاطها في العام الجديد، وتعقد العزم على بذل المزيد من التقدم والنجاح لتبقي في طليعة الجامعات المشهود لها بالبنان.