“قصة ما قبل النوم” عادة قديمة يحبها الأطفال، فكيف إذا تحولت إلى تطبيق إلكتروني مدعوم بخاصية الصوت للاستماع في ظل هوس الأطفال بالأجهزة الذكية، تطبيق “أنا عربي” موقع إلكتروني متخصص يدعم المحتوى القصصي، يتوفر منه نسختان على المتجر لأجهزة الأندرويد، إحداها مقروءة، والأخرى مضاف إليها الصوت، يجمع بين الكوميديا والمغامرة والخيال، والعلوم والتكنولوجيا، والثقافة والتاريخ، مقدم بطريقة تدمج بين المتعة والفائدة، وتراعي الثقافة واللغة العربية.
بديل ثقافي
استطاعت الأختان أسماء وسمية أبو تيلخ ضمن مشروع “بذرة” الريادي توفير بديل عن القصص الخرافية التي كان يرويها الأهل لأطفالهم بقصص ثرية بالمحتوى الثقافي الذي ينمّي ذكائهم، ويعلّمهم المهارات المختلفة، وطرق التفكير الصحيح في ظل توفر طرق الحصول على المعلومة، منها: الإنترنت، والقنوات الفضائية.
وبمجرد اطلّاعك على القصص الموجودة على التطبيق تستشعر مدى التنوع الثقافي الذي تحدثت عنه سمية: “نكتب بالتاريخ والكوميديا والمغامرة؛ حتى ينجذب الطفل ونضيف عليها الثقافة العربية والإسلامية؛ كي نضع بصمتنا”.
فقصة رواية “عالم الأعماق” التي تهدف لدمج عالم البشر بالصخور، تتحدث عن أطفال يتواجدون ببيت مهجور، وينزلون تحت الأرض فيصطدمون بصخور متحدثة، يكون لكل صخرة قصة معينة.
في حين قصة “إنقاذ المستقبل” تدور حول مغامرة أدبية لطفلان يعودان إلى الزمن؛ لإنقاذ سيف الدين قطز من الموت، أما “رواية الاختلاف” فدارت فصولها حول طفلٍ أسود البشرة يسعى للتأقلم مع أطفال بيض، لديه من المميزات ما جعل المجتمع الأبيض يتقبله.
تطبيق نوعي
فهذا التطبيق الذي قامت عليه من الإدارة والتأليف أسماء أبو تيلخ، وصابرين الباز للمونتاج وتحريك الرسوم، وإسقاط الأصوات على الرسوم كل من: سندس قاسم، وسمية أبو تيلخ “صاحبة فكرة مشروع أنا عربي”-إحدى خريجات قسم إدارة الأعمال بكلية التجارة بالجامعة الإسلامية بغزة، وعدد من المشاركين في الأصوات، يركّز الفريق على إنتاج قصص سمعية، ورسوم أحيانا تكون متحركة بحيث يكون للطفل دور تفاعلي مع القصة والصوت.
ويعتبر التطبيق فريد من نوعه كونه لا يوجد تطبيقات مشابهة له، فأغلب التطبيقات الموجودة عبارة عن كتب تتم قراءتها بشكل صوتي، بينما تطبيق “أنا عربي” يقدم القصص مصورة ومقروءة من الألف إلى الياء.
واستكمالاً لمميزات التطبيق تقول سمية: “يساهم التطبيق في مشاركة الأهل وتواصلهم مع أطفالهم خاصة قبل فترة النوم، فيكون هناك فترة مخصصة يجلس فيها الآباء مع أبنائهم، في ظل استنفاذ الأطفال للكثير من الوقت على الأجهزة الذكية بمفردهم”، وتضيف سمية: “نحاول أن نزاحم الرسوم اليابانية والأجنبية التي تغزو الوطن العربي لنشر ثقافاتهم”.
تزايد في طلبات الالتحاق
وحول الجمهور المستهدف من التطبيق، توضح سمية أنهم يتوجهون للأطفال العرب غير الناطقين باللغة العربية من أبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، بالإضافة إلى تركيزهم على الأطفال من سن (5 – 15 سنة)، إلا أنهم أدرجوا رواية مطبوعة خاصة بالشباب بعنوان “رجال فوق العادة”.
ويشهد الموقع تزايد في طلبات الالتحاق والانتساب إليه من مختلف الدول الأجنبية، وتشير سمية إلى أنهم قاموا بإعداد دراسة بواسطة مؤسسة لتعليم اللغة العربية بأمريكا على الجاليات العربية هناك، وتوصلت الدراسة إلى أن الجاليات العربية تحتاج إلى من يعلّم أبنائها اللغة العربية.
خطط مستقبلية
يسعى فريق “أنا عربي” إلى التوسع في مجال إنتاج المحتويات القصصية، والروائية الرقمية؛ وصولاً إلى إنشاء أول منصة للطفل العربي، للمساهمة في ترسيخ المحتوى الثقافي والهوية العربية لدى المجتمعات العربية كافة، ويقوم مشروع “أنا عربي” على تنظيم مخيمات للأطفال لتدعيم اللغة العربية، وتنمية المواهب خاصة في كتابة الروايات بأساليبهم.
يشار إلى أن مشروع “بذرة” يموله البنك الإسلامي للتنمية في جدة عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP” من خلال برنامج التمكين الاقتصادي “DEEP”، وينفذ هذا المشروع من خلال حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية، ويسعى المشروع إلى دعم الشركات الريادية الناشئة والصغيرة الخاصة في المجتمع الفلسطيني.