استضافت الجامعة الإسلامية بغزة الأستاذ الدكتور زغلول النجار –رئيس لجنة الإعجاز العلمي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجمهورية مصر العربية- وذلك عبر تقنية الفيديو كنفرنس، وكان قسم الجغرافيا بكلية الآداب، ومركز المؤتمرات نظما محاضرة ثقافية بعنوان: “الظواهر الكونية في القرآن الكريم”، حضرها عدد من أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية بالجامعة، إلى جانب الحضور الطلابي الواسع الذي امتلأت به قاعة المؤتمرات الكبرى بالجامعة.
وأكد أ. د. النجار على أن القرآن الكريم كتاب هداية وعقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملات، موضحاً عجز الإنسان الكامل عن وضع ضوابط صحيحة لهذه القضايا، وأضاف أ. د. النجار أنه لا سبيل للإنسان من الوصول إلى تلك القضايا بدون وحي، مبيناً أن التاريخ أثبت عجز الإنسان عن وضع ضوابط لسلوكه، وشدد أ. د. النجار على أن الله ثبت ركائز الدين لتقوم بها حياة الإنسان، مستعرضاً النعم التي أنعم الله بها علينا، وأشار أ. د. النجار إلى أن الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء برسالة واحدة، وتحدث عن الكم الهائل من المعلومات والحقائق حول الظواهر والقضايا المختلفة التي تضمها سور وآيات القرآن الكريم.
وأوضح أ. د. النجار الكم الهائل من الحقائق حول الظواهر الكونية، والتي اعتبرها معجزة من المعجزات، ونوه إلى الدروس والعبر المستوحاة من تلك الظواهر والتي تتفاوت بين عقاب العاصين، وبلاء المؤمنين، وعبرة الناجين.
واستشهد أ. د. النجار بالآيات القرآنية التي تحدثت عن الزلازل الدنيوية، وزلزلة الآخرة التي تشمل تدمير النظام الكوني بالكامل، وذكر أن التغيرات الكونية جند من جنود الله، وأوضح الآثار والنتائج المترتبة على حدوث الزلازل في الدنيا، مستعرضاً العديد من مظاهر التغيرات الكونية في القرآن الكريم، ودلل عليها بآيات قرآنية.
وشرح أ. د. النجار آلية حدوث الزلازل والهزات الأرضية، وما يرافقها من تصدعات وانزلاقات، منوهاً إلى أماكن انتشار الصدوع، والتي تعتبر خطوط المحيط الهادي أشد الأحزمة الزلزالية قدرة على التدمير، وكان في الوقت ذاته فرقَّ بينها وبين الخطوط الزلزالية الأقل عنفاً مثل: خط البحر الأحمر، مبيناً أن التصدعات الزلزالية في فلسطين والدول المجاورة تنتمي إلى الحزم الأرضية الزلزالية الضعيفة.
ولفت أ. د. النجار إلى أن الخطورة الأكبر في حدوث الزلازل تكمن في عملية تصادم الألواح وما يرافقها من مظاهر تتسبب في التدمير وتزايد حجم الأضرار.
وتحدث عن أنواع الهزات الأرضية، وشدتها، وأنواعها، موضحاً أن الزلازل تنجم عن إما تحرك الألواح المغطية للغلاف الصخري وتصادمها، أو بسبب الثورات البركانية، أو الحركات البانية للجبال، ونوه إلى تزامن تلك الهزات وترابطها مع بعضها البعض، ولفت إلى دورها في عمارة الأرض وصلاحيتها للحياة، واستدرك حديثه مشيراً إلى أنه بالرغم من الأضرار والخسائر التي تتسبب فيها الزلازل إلا أنها ذات فوائد، منها على سبيل المثال: تكوين الثروات، والسلاسل الجبلية، والمساهمة في صلاحية الأرض للحياة.
وكان د. نعيم سلمان بارود –الأستاذ المشارك بقسم الجغرافيا بكلية الآداب- تحدث عن بعض الظاهرات الجغرافية في القرآن الكريم، مثل: البحار والمحيطات، موضحاً أن ألوان المياه عند تصويرها بالخاصية الحرارية بدت مختلفة الألوان من الأبيض إلى الأزرق، فالأصفر، فالأخضر، فالبني، وأرجع د.بارود ذلك إلى اختلاف درجات الحرارة من منطقة إلى أخرى، وعرض صوراً تم التقاطها بالأقمار الصناعية، وتحدث د. بارود عن تباطؤ سرعة الأرض منذ انفصالها عن الشمس قبل حوالي 4500 مليون سنة، حيث كانت تدور حول نفسها في يوم كان مقداره أربع ساعات، وكانت السنة حينها 2200 يوم، وأضاف د. بارود أن سرعة الأرض بدأت تتباطأ إلى أن وصلت إلى ما هي عليه حالياً حيث تدور حول نفسها لمدة 24 ساعة.
واستشهد د.بارود بالآيتين “وإذا البحار سجرت”، “وإذا البحار فجرت”، مشيراً إلى أن مياه البحار تتكون من هيدروجين وأكسجين.
مبيناً أن قاع المحيطات يرتكز على طبقة السيما الملتهبة، وأضاف د. بارود أنه عندما تنتزع عوامل جمع العناصر ويصبح كل عنصر منفرداً في الكون تشتعل المياه عن طريق صعود طبقة السيما إلى الهيدروجين، الذي يساعد وجود الأكسجين على الانتقال، ونوه إلى أنه في ظل هذه الظروف تنفجر البحار، وتشتعل بقدرة الله سبحانه وتعالى.