استضافت ادارة مركز المؤتمرات بالجامعة الإسلامية في قاعة المؤتمرات الكبرى وعبر تقنية البث المباشر “الفيديو كونفرنس” من القاهرة فضيلة الداعية والمفكر الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد عمارة –عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بجمهورية مصر العربية، وذلك في إطار ندوة ثقافية عامة حول التجديد في الفكر الإسلامي، حضرها جمع كبير من العاملين في الجامعة والطلاب والطالبات.
شباب العالم والإنسانية
واعتبر أ. د. عمارة أن الدين الإسلامي أحدث قمة التجديد في حياة الإنسان، مبيناً أن الدين الإسلامي سيبقى شباب العالم والإنسانية، الأمر الذي انبعثت منه أهمية التجديد في الفكر الإسلامي، وتحدث أ. د. عمارة عن المصطلحات الشائعة والمتداولة، مستدركاً وجود العديد من المصطلحات موضع المنازعة حول مضامينها ومفاهيمها، وتحدث أ. د. عمارة عن وجود اختلاف حقيقي بين هذه المضامين، وكيف أن استخدامها يختلف من سياق إلى آخر، مشدداً على أهمية تحديد مضامين المصطلحات ومحتواها، ودلل على ذلك بمفهوم الإقطاع في الفكر الغربي، وكيف يعنى هذا المصطلح معنى مغاير في المفكر الإسلامي، حيث أنه يعنى في الأول تمليك رقبة، وفي الثاني تمليك منفعة، إلى جانب مصطلحات أخرى تتعلق بالسياسة، والاقتصاد، والثقافة تختلف في مضامينها ومفرداتها في حضارتنا العربية والإسلامية عنها لدى الغرب.
تحديد مضامين المصطلحات
وأوضح أ. د. عمارة أهمية تحديد مضامين المصطلحات المنبثقة عن الحضارة الإسلامية، إضافة إلى دراسة الاختلاف المتعلق بها والوارد في الحضارات الأخرى، وصولاً إلى حوار إسلامي ناضج ومدروس، مشيراً إلى أن هذه الأصول في تحديد المصطلحات تنطبق أيضاً على مصطلح التجديد، وأرجع ذلك لأن الثقافات الأخرى خلطت بين التجديد والحداثة، وأوضح أ. د. عمارة أن الحداثة أوجدت قطيعة معرفية كاملة مع الموروث خاصة الموروث الديني، معقباً على ذلك لأنها تمحورت حول الإنسان، واعتمدت على المادة، وغيبت الدين.
وأشار أ. د. عمارة إلى أن الفكر الإسلامي يجعل كتاب الله آيات في الكون، وتعتبر أيضاً مصدراً للمعرفة الشاملة، وذكر أن التجربة والمعرفة هما مزيج من عطاء العقل، والنقل، والتجربة، والوجدان، مضيفاً أنها جمعت مصادر المعرفة المختلفة والشاملة، وتحدث أ. د. عمارة عن كون الأئمة كانوا يعودون في التفريق بين التجديد والحداثة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، ومصادر التشريع الإسلامي، ويجمعون منها ما يعين على إصدار الأحكام الشرعية التي تتماشى وتخدم هذا التغير.
وأشار أ. د. عمارة إلى أن التجديد يرتبط بالأصالة، كونه يعود إلى المنابع الجوهرية المذكورة.
ونوه إلى أن الفقه الإسلامي هو علم يتغير ويتجدد مع تبعية الواقع المتجدد، دون تخليه عن الشريعة الإسلامية الثابتة، وأضاف أ. د. عمارة أن التجديد يعد سنة من سنن الله في الكون، وبالتالي فهو لا يعتبر خياراً إنسانياً يسلكه أولا يسلكه الإنسان، لافتاً إلى أنه بدون تجديد تحدث فجوة بين الشريعة الإسلامية من ناحية، والواقع المتغير من ناحية ثانية، دون الإخلال بالثوابت والمصطلحات التي لا غموض حولها في الحضارة العربية الإسلامية، بما يدفع إزالة البدع، والخرافات، والشوائب.
وتناول أ. د. عمارة أهمية إيجاد شكل متطور وجديد في القضايا المعاصرة والفكر الإسلامي، حتى تعزز الحضارة الإسلامية عالمياً.