لم يعد من قبيل المبالغة القول بأن التكنولوجيا أصبحت اليوم قادرة على تغيير العالم نحو الأفضل، وقد نجد في بعض تطبيقاتها دليلًا على ذلك.
تطبيق “Hope” -الأمل باللغة العربية- من التطبيقات الأولى في مخاطبة الصم، صمم هذا التطبيق مهندس فلسطيني من قطاع غزة؛ لتيسير التّعامل مع الصم دون الحاجة إلى تعلم لغة الإشارة.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية بأن نسبة تتجاوز (5%) من سكان العالم -أي حوالي (360) مليون شخص- يعانون من فقدان السمع المسبب للعجز.
ويعمل تّطبيق “hope” على تحويل النّصوص والصّوت إلى لغة إشارة يستطيع من خلالها الأصم التّعامل مع النّاس بشكل مستمر.
يقول المهندس خليل سليم – مدير مشروع hope لتطوير نظام ذكي لذوي الإعاقة السمعية – إن فكرة تصميم تطبيق hope راودته في العام 2013 واستغرقت منه عامين لإنجازه.
ويتابع حديثه قائلاً :” طلب مني زميل مساعدة إحدى أقاربه في حل مشكلة اختراق جهازها لكني واجهت صعوبة في التواصل معها لأنها كانت من الصم، فبحثت عن برنامج التواصل مع الشخص الصم باللغة العربية فلم أجد، وكذلك المتوفرة باللغة الإنجليزية فإنها لا تقدم خدمة كاملة “.
ويضيف سليم وهو حاصل على درجة الماجستير في علوم الحاسوب:” حين بدأت في الفكرة كان لدي تصور سطحي حول احتياجات الصم لكن بعد الاستقراء وجدت أن المشكلة ليست في تواصل المجتمع مع الشخص الأصم بل بالعكس تتمثل في تواصل الأصم مع المجتمع”.
مميزات التطبيق
يقدم تطبيق “hope” مجموعة من الخدمات لذوي الإعاقة السمعي، منها: خدمة الفيديو الاجتماعي التي تسعى لدمج الصم في المجتمع، ونشرات إخبارية معدة بلغة الصم، وخدمة تحويل الصوت إلى كتابة، وأخرى لتحويل النصوص إلى صوت، بالإضافة إلى خاصية تكبير النصوص للتعامل مع السائقين وأصحاب المحلات التجارية.
وهو متاح باللغة العربية في متجر ويندوز وويندوز فون للتطبيقات مقابل 5-3 دولارات للخدمة الواحدة، ويسعى المهندس سليم لتطوير نسخة من التطبيق للهواتف التي تعمل بنظام أندرويد وIOS.
واختير تطبيق”hope” أكثر من (6) مرات كأحد التطبيقات المميزة في متجر ويندوز فون، وتتصدر ألمانيا قائمة الدول الأكثر استخدامًا للتطبيق فيما تحل الدول العربية أخيرًا، بالإضافة إلى اختياره أفضل مشروع ريادي في فلسطين للعام 2014، وبالمركز الأول في مسابقة “كأس التخيل” السنوية التي تنظمها شركة مايكروسوفت.
مشروع بذرة
وكان مشروع “hope ” فاز بتمويل من مشروع “بذرة” لدعم وتمويل المشاريع الصغيرة من بين (1000) مشروع نافسوا في مرحلة استقبال الطلبات في يوليو الماضي-بحسب إسراء موسى -مسئول تطوير الأعمال في بذرة.
ويقدم مشروع “بذرة ” لأصحاب المشاريع المحتضنة منحة مالية تقدر ب (7) آلاف دولار، إضافة إلى حزمة من التدريب والاستشارات والتوجيه.
وحول اختيار مشروع hope للمشاركة في “بذرة” تقول المهندسة موسى:” تطبيق hope يقدم خدمة إنسانية يستهدف شريحة ذوي الإعاقة السمعية، بالإضافة أن له سوق قابل للزيادة ما يجعل منه مشروعاً ناجحاً”.
وتلفت المهندسة موسى أنظار الرياديين لدراسة مشاكل المجتمع والبحث عن حلول إبداعية لها، قائلةً:” أدعم وبشدة العمل الريادي الذي يقدم خدمة إنسانية، فجوهر الشركة الناشئة الناجحة هو أن تعالج مشكلة في المجتمع وتكون قادرة على تحقيق الربح والاستقلال المادي في الوقت نفسه”.
يذكر أن مشروع “بذرة” تم تمويله من البنك الإسلامي للتنمية في جدة عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP” من خلال برنامج التمكين الاقتصادي “DEEP“، وينفذ هذا المشروع من خلال حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية، ويسعى المشروع إلى دعم الشركات الريادية الناشئة والصغيرة الخاصة في المجتمع الفلسطيني.