أطلق مركز عمارة التراث “إيوان” بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية الحملة الدولية “معاً لحماية تل أم عامر الأثري”، ضمن برنامج اليونسكو “متطوعون لحماية التراث 2016″، وبالتعاون مع اللجنة المنسقة للعمل التطوعي الدولي، وجرى إطلاق الحملة بالشراكة مع وزارة السياحة والأثار وبلدية النصيرات.
وتأتي هذه الحملة في ضوء رسالة الجامعة الرامية إلى تعزيز المشهد الثقافي والهوية الوطنية للمجتمع الفلسطيني، وتشتمل على قيام المتطوعين بمجموعة من الأعمال التطوعية التي ستسهم في حماية الموقع، وذلك على مدار عشرة أيام متواصلة تبدأ من 16 وحتى 28 نيسان/ أبريل الجاري.
وحضر احتفالية اطلاق الحملة كل من: الأستاذ الدكتور فريد القيق- عميد كلية الهندسة، والدكتور محمد خلة- وكيل وزارة السياحة والآثار، والدكتورة سهير عمار- مدير مركز “إيوان”، والمهندس محمود البلعاوي- مشرف الحملة، والمهندسة نشوة الرملاوي- من مركز “إيوان”.
من جانبه، نوه الأستاذ الدكتور القيق إلى أن الجهود المحلية المبذولة من مؤسسات المجتمع ومن المجموعات الشبابية والتطوعية لحماية التراث الثقافي لا تقل أهمية عن الجهود الرسمية، بل تعتبر مكملاً لها، وبين أن الشعوب تتحرك لحماية تراثها حين يكتمل إيمانها بأهمية الحفاظ على تراثها والتعبير عن هويتها، وأشاد الأستاذ الدكتور القيق بمشاريع “إيوان” خلال الفترة الأخيرة في مجال ترميم وصيانة المباني الأثرية.
وأشار الدكتور خلة إلى دور وزارة السياحة والآثار في رعاية وحماية المواقع الأثرية والحفاظ عليها رغم قلة الموارد والإمكانات المادية، واستعرض جهود الوزارة خلال السنوات الأخيرة في تحسين بيئة مواقع التراث الثقافي واستقبالها للزوار، وأوضح الدكتور خلة أن الوزارة تفتح أبوابها للمجتمع المدني للقيام بأية أعمال تطوعية داخل مواقع التراث الثقافي بعد ضمان المسئولية العالية لسلامة الموقع وسلامة الزوار.
بدورها، شكرت الدكتورة عمار الجهات الداعمة والشريكة لدعمها لأنشطة الحملة، وقدرت الروح الإيجابية والمبادرة للمشاركين والمشاركات التي دفعتهم للتسجيل والمشاركة في هذه الحملة، ولفتت الدكتورة عمار إلى أهم أعمال المركز خلال الفترة الحالية، وهي: ترميم مقام الخضر الأثري بدير البلح الممول من الوكالة السويدية -سيدا بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار ، وترميم بيتين أثريين بتمويل من الهيئة العربية الدولية لإعمار غزة، وبيتين آخرين سيتم البدء بترميمهما قريبا بعد توقيع عقد مع مؤسسة KFW.
وعرض المهندس البلعاوي ورقة عمل بعنوان: “الأمن والسلامة في مواقع التراث الثقافي”، عرج فيها على عوامل واشتراطات السلامة الواجب اتخاذها لضمان سلامة الزوار والمستخدمين للمواقع الأثرية، وتطرق المهندس البلعاوي إلى سبل الحماية والسلامة الواجب اتباعها لحفظ أمن وسلامة الموقع والعاملين فيه، وعرفّ المشاركين بالحملة، وطبيعة الأعمال التي سيقومون بأدائها داخل الموقع.
وشاركت كل من: الدكتورة عمار، والمهندسة باكزة الريس، بورقة عمل تعريفية بالتراث الثقافي العالمي، وتم التطرق فيها إلى الفرق بين التراث الثقافي والتراث الطبيعي، واشتراطات الحماية الوطنية والحماية الدولية للتراث العالمي، وتعريف بالهيئات الاستشارية لخدمة التراث الثقافي محلياً، وأنواع التدابير الواجب اتباعها لحماية هذه المواقع، ومعايير التسجيل لهذه المواقع.
وقدمت الأستاذة هيام البيطار- من وزارة السياحة والآثار- ورقة عمل تعريفية بموقع دير القديس هيلاريون، ونشأته، والمراحل التاريخية التي مر بها، ورافقت الأستاذة البيطار المشاركين بجولة تعريفية داخل الموقع من خلال التعريف بالفراغات المعمارية المكونة للموقع.
ومن الجدير بالذكر أن (CCIVS) هي منظمة دولية غير حكومية (INGO) تهدف إلى تعزيز وتطوير الخدمة التطوعية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية في العالم؛ لتعزيز السلام والتفاهم الدولي والصداقة والتعاون بين شعوب العالم، وخاصة الشباب، كما يسعى إلى نشر وتطوير الخدمة التطوعية وأثرها التربوي على حد سواء على المتطوعين والمجتمع، وتتبنى المنظمة السعي لتحقيق التغيير في عقول البشر عن طريق الجمع بين الناس من مختلف الخلفيات كمحفز للحوار، على فكرة أن العمل والتعايش معاً هي الطريقة الأكثر فعالية لايجاد الصداقة والتفاهم الدوليين.
وتعمل (CCIVS) بشكل وثيق مع الأمم المتحدة، وتعمل على تنفيذ أهداف اليونسكو في مجالات التعليم والثقافة والعلوم والاتصالات، وذلك من خلال التدريب العملي غير النظامي، أما (WHC) فهو مركز التراث العالمي، وهو المركز المسئول عن المواقع التي يتم تسجيلها رسمياً في لائحة التراث العالمي ضمن معايير عالمية استثنائية، ويعمل هذا المركز على تشكيل الحماية وتوفير الدعم الفني والمالي والإداري لهذه المواقع.