نظم قسم الهندسة البيئية بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية يومًا دراسيًا بمناسبة يوم المياه العالمي، وذلك تحت رعاية سلطة المياه الفلسطينية، وبالتعاون مع سلطة جودة البيئة، ومصلحة مياه بلديات الساحل، وأقيم اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى طيبة للقاعات الدراسية بحضور الأستاذ الدكتور فريد القيق-عميد كلية الهندسة، والمهندس ياسر الشنطي-رئيس سلطة المياه، والمهندس تامر الصليبي-ممثل سلطة جودة البيئة، وعدد من ممثلي مؤسسات المجتمع المحلي، وجمع من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بكلية الهندسة.
الجلسة الافتتاحية
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لليوم الدراسي، أكد الأستاذ الدكتور القيق أن الجامعة تحتفي في كل عام بيوم المياه العالمي في إطار الإسهامات المجتمعية لحل مشكلة المياه بقطاع غزة، وبين أن الجامعة كجانب أكاديمي يقع على عاتقها دراسة المشكلة علميًا ووضع أفضل الحلول لها، وشدد الأستاذ الدكتور القيق على ضرورة تكاثف الجهود بين المؤسسات العامة والخاصة لحل مشكلة نقص المياه، ولفت إلى أهمية استدامة العنصر المائي في غزة، وأوضح أن ما يستنزف من المياه الجوفية يفوق ثلاث مرات ما يرشح إلى الآبار الجوفية من مياه الأمطار، ونوه الأستاذ الدكتور القيق إلى أن أي حل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار العمل على زيادة ما يرشح من مياه الأمطار، بالإضافة إلى تحلية المياه لتكون صالحة للشرب.
الوضع المائي
بدوره، بين المهندس الشنطي أن الجمعية العامة أقرت اليوم العالمي للمياه بتاريخ 22 آذار/مارس من كل عام، وذلك من أجل التوعية بأهمية الموارد المائية، والسعي لإيجاد مصادر جديدة، ونوه المهندس الشنطي إلى أن الوضع المائي في قطاع غزة خطير جداً، وأشار إلى أن القطاع يعاني من نقص حاد في المياه الجوفية كماً ونوعاً، وأضاف الدكتور الشنطي أن حاجة غزة من المياه تصل إلى (200) مليون كوب سنوياً، بينما ما يصل للخزان الجوفي لا يتعدى (100) مليون كوب سنوياً، أي أن هنالك عجز سنوي يصل إلى (100) مليون كوب.
وتطرق المهندس الشنطي إلى الحديث عن نوعية المياه الجوفية في أبار القطاع، حيث ترتفع فيها نسبة الكلوريد والنترات، وهو مخالف لمعايير الصحة الدولية.
مشكلة نقص المياه
من ناحيته، أفاد الدكتور الصليبي أن علماء المسلمين أجمعوا على أن الماء هو أول مخلوقات الله تعالى استناداً إلى قوله تعالى:” وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، وكان عرشه على الماء” حيث أقر الله تعالى أن الماء هو أساس كل خلق، وبين الدكتور الصليبي أن الإسلام فهم هذه المعادلة منذ زمن، حين دعا رسول الله إلى عدم الإسراف في الماء، ونوه إلى أن العالم بدأ يدرك أهمية المياه ، وأن السيطرة عليها تشكل أساس الخلافات بين دول العالم.
ودعا الدكتور الصليبي إلى الحفاظ على هذا المخلوق العظيم الذي وصفه الله تعالى بالأسبقية في الخلق، من خلال الترشيد في الاستخدام المنزلي أو العملي، وأوضح أن مشكلة نقص المياه هي هم ومعاناة يومية للمواطن الفلسطيني.
الجلسة الأولى
وفيما يتعلق بالجلسات العلمية لليوم الدراسي، فقد انعقدت على مدار جلستين علميتين، حيث ترأس الجلسة العلمية الأولى الدكتور مازن أبو الطيف- رئيس قسمي الهندسة المدنية والبيئية بكلية الهندسة بالجامعة الإسلامية، وتناول المهندس محمد عايش- من سلطة المياه، واقع مصادر المياه في قطاع غزة، واستعرض المهندس محمود شعبان- من سلطة المياه، مجموعة من مشاريع تحليه مياه البحر، وشارك المهندس يحيى أبو عبيد- من مصلحة مياه بلديات الساحل، بورقة عمل حول مشاريع معالجة مياه الصرف الصحي.
الجلسة الثانية
وبخصوص الجلسة العلمية الثانية فقد ترأسها الدكتور منذر سالم- من سلطة المياه الفلسطينية، وقدم المهندس خالد زيدان- من الهلال الأحمر القطري، ورقة عمل حول مشاريع مياه الأمطار(بركة عسقولة)، وعرج الدكتور يوسف أبو مايلة- ناشط في قطاع المياه، على أزمة المياه في الضفة الغربية، وقدم المهندس حسن النجار- من الجامعة الإسلامية، ورقة عمل حول نمذجة المياه الراجعة من محطة غزة المركزية لتحليه مياه البحر.