انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة احتفالات تخريج الفوج الثامن والعشرين، والذي أطلقت عليه اسم “فوج الثبات و الصمود”، وتقيمه تحت رعاية دولة السيد إسماعيل عبد السلام هنية –رئيس الوزراء الفلسطيني، وقد حضر اليوم الأول من احتفالات التخرج، والذي خصصته الجامعة لأوائل طلبتها دولة السيد إسماعيل عبد السلام هنية –رئيس الوزراء الفلسطيني، والنائب جمال ناجي الخضري –النائب في المجلس التشريعي، رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، والدكتور كمالين كامل شعث –رئيس الجامعة الإسلامية، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي، ولفيف من الوزراء، وأعضاء مجلسي الأمناء والجامعة الإسلامية، ورؤساء الجامعات، وعمداء الكليات والمؤسسات التعليمية، والسيد جون جينج -مدير عمليات غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين “أونروا”، وممثلو المؤسسات الرسمية والأهلية والخاصة، والدكتور مأمون عبد الحميد القدرة –رئيس لجنة احتفالات تخريج الفوج الثامن والعشرين، والدكتور كمال غنيم –مؤلف الملحمة الشعرية لاحتفالات تخريج فوج الثبات والصمود، وذوي الأوائل من الخريجين والخريجات.
الدكتوراه الفخرية
وخلال أول أيام احتفالات تخريج الفوج الثامن والعشرين أعلنت الجامعة الإسلامية على لسان الخضري منح دولة السيد هنية درجة الدكتوراه الفخرية بحقوقها وامتيازاتها ودرجة الشرف المرتبطة بها، كما قلدته أعلى وسام شرف تمنحه؛ وعزت الجامعة ذلك لأن دولة السيد هنية تخرج من الجامعة الإسلامية، ووصل إلى أعلى المناصب الرسمية العامة، حيث تقلد منصب رئيس الوزراء، وحاز ثقة الشعب الفلسطيني في الانتخابات، وقاد حكومتين فلسطينيتين، مما يؤكد اعتزاز الجامعة بأبنائها وخريجيها المشاركين بفعالية في بناء المجتمع من خلال المناصب الرسمية الرفيعة التي يتقلدونها.
انتصار الإرادة الفلسطينية
وفي كلمته أمام حفل التخرج أعلن دولة السيد هنية عن تقديم الحكومة الفلسطينية مبلغ مليون دولار مساعدة للجامعة الإسلامية، ووعد بأن يدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء دراسة وتوظيف كافة أوائل الطلبة من الكليات، واعتبر السيد هنية أن الحفل يحمل دلالات عدة خاصة أنه الأول الذي يأتي بعد الحرب على قطاع غزة، وأكد أن ما يتم مشاهدته اليوم في حفل التخرج دليل على انتصار الإرادة الفلسطينية، فضلاً عن كونه دليلاً على حيوية الشعب الفلسطيني، وقدرته على تجاوز التحديات، وشكر السيد هنية الجامعة الإسلامية ممثلة بهيئة المشرفين، ومجلس الأمناء ومجلس الجامعة على لمسة التقدير التي أبدوها بمنحه درجة الدكتوراة الفخرية وأرفع وسام شرف تمنحه الجامعة، وأهدى هذا التكريم إلى شهداء وأسرى الشعب الفلسطيني، وإلى الأطفال الذين قتلوا في الحرب على قطاع غزة، وإلى العوائل والأسر التي تبحث عن مأوى، وأثنى على الحضور العلمي والأخلاقي للجامعة الإسلامية.
تعاطف كبير
وقال النائب الخضري أن فوج الثبات والصمود أثبت أن القهر لا يكسر الإرادة، وأشار إلى أنه حصل في العام الماضي على درجة الامتياز (187) خريجاً وخريجة، بينما حصل على درجة الامتياز في العام الحالي (220) خريجاً وخريجة.
وأشار إلى أن الجامعة الإسلامية خرجت في هذا العام طالبات فزن على مستوى فلسطين في مسابقة كأس العالم للتخيل 2009، والتي تنظمها شركة ميكروسفت العالمية، وكان الفريق يمثل فلسطين في أو مشاركة لها في المسابقة، ولفت إلى أن الجامعة الإسلامية بتخريج الفوج الثامن والعشرين تكون قد احتفلت منذ تأسيسها بتخريج قرابة ثلاثة وثلاثين ألف خريج وخريجة، وشدد النائب الخضري على أن الجامعة الإسلامية تتميز بالمستوى الأكاديمي المشهود له في المحافل العلمية، وتبني في ذات الوقت نفوس طلبتها وسلوكهم ضمن منظومة من القيم والأخلاق السامية، وأكد النائب الخضري أن الجامعة سوف تمضي بثبات وإصرار من أجل تحقيق تطلعاتها لخدمة أبناء فلسطين، وثمن النائب الخضري التعاطف الكبير الذي أبدته الجامعات الخارجية والطلاب والأكاديميين في أنحاء متفرقة من العالم دعماً ومؤازرة للجامعة الإسلامية، وأكد النائب الخضري أن الجامعة ستستمر في مساعدة طلبتها، وتقديم فرصة التعليم الجامعي، وأعلن أن الجامعة لن تحرم طالباً من فرصة التعليم الجامعي بسبب ظروفه الاقتصادية، وشكر كل المؤسسات والشخصيات التي ساهمت في دعم مسيرة الجامعة، ومساعدة طلبتها.
مثال حي في مواجهة الأزمات
بدوره، تحدث الدكتور شعث عن بدء احتفالات التخرج بتكريم دولة رئيس الوزراء السيد هنية وهو خريج الجامعة الإسلامية، وبين الدكتور شعث حاجة الإنسانية إلى شخصيات تحيي فيها معاني العزة والكرامة، وتفتح لها أبواب الخير، وتنحاز إلى الإنسان، وتنهض بطاقاته الكامنة.
ووصف الدكتور شعث العام الدراسي المنصرم أنه كان عاماً صعباً حيث طالت الحرب على قطاع غزة كل مظاهر الحياة ومرافقها، ومنها: الجامعة الإسلامية حيث تعرضت مختبرات الجامعة الخاصة بكليتي العلوم والهندسة إلى الاستهداف المباشر، وما رافق ذلك من تدمير لمرافق أخرى في الجامعة.
وشدد الدكتور شعث على أن الجامعة أعطت مثالاً حياً في كيفية مواجهة الأزمات، وتدبير الأمور، وأظهرت تفاني العاملين في خدمة الجامعة من جهة، وقدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة التحديات وتجاوز الصعوبات من جهة أخرى.
وأشار الدكتور شعث إلى أن الجامعة استكملت امتحانات الفصل الأول وبدأت الفصل الثاني بنسبة كفاءة تجاوزت (90%) مقارنة بالوضع الطبيعي، وتحدث الدكتور شعث عن الإعجاب والاستغراب الذي كانت تبديه الوفود المتضامنة من وراء قدرة الجامعة على استيعاب الأحداث ومواصلة جهودها، وقدر الدكتور شعث جميع الجهود التي أثمرت نجاح العام الدراسي، وشكر المؤسسات التي وقفت مع الجامعة في هذه الظروف، ومنها: جامعتي الأقصى والأزهر، والكلية الجامعية للعلوم المهنية والتطبيقية ووزارتي الصحة والأشغال العامة والإسكان.
وأثنى الدكتور شعث على طلاب وطالبات الجامعة الذين أظهروا منذ اللحظة الأولى ولاءً لا حدود له لجامعتهم ووطنهم، والتزاماً ومسئولية عالية ساعدت الجامعة في أن تتعافى، وتضرب المثل للمجتمع في كيفية التعالي على الجراح وصناعة الحياة من جديد.
كلمة الأوائل
وألقى الخريج ماجد رجب سكر –الأول على الجامعة وصاحب أعلى معدل تراكمي منذ بدء الجامعة تخريج طلبتها (98.06%) ألقى كلمة الأوائل- وقف خلالها على مثابرة أوائل الجامعة الإسلامية الذين لم يكلوا رغم الآلام، ولم يملوا تحت القهر، حتى أشاع اجتهادهم ومثابرتهم نوراً، وأكد أن التوفيق كان بعد توفيق الله والتعب والكد، وحيا باسم الخريجين مجلس الأمناء ورئاسة الجامعة والعاملين فيها، وطلبة العلم، وأهالي الطلبة الذين سقوا مسيرتهم عطفاً وحباً
بروتوكول التخرج
وقد طلب الأستاذ الدكتور عادل عوض الله –نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية- من رئيس مجلس الأمناء ورئيس الجامعة استكمال مراسيم تخريج الطلاب والطالبات بعد الاطلاع على نتائجهم، والتأكد من استيفائهم متطلبات التخرج.
دروع التكريم
وكرمت الجامعة الإسلامية فريق فلسطين في مسابقة كأس العالم للتخيل 2009 م، والذي خرج من كلية تكنولوجيا المعلومات بالجامعة، وضم: الأستاذ معتز خالد سعد –مشرف الفريق، والطالبات الخريجات من كلية تكنولوجيا المعلومات، وهن: سارة نبيل كحيل، ومروة فؤاد الروبي، ونجوى أحمد بركة.
دروع للتفوق والشهداء وشهادات الخريجين
وجرى في نهاية الاحتفال توزيع دروع التفوق على أوائل الكليات، وشهداء الجامعة الذين كان من المتوقع تخرجهم هذا العام.