بسم الله الرحمن الرحيم
قبل أربعة عقود ونصف، وبالتحديد في العام 1978 كان تأسيس الجامعة الإسلامية بغزة. في فترة بالغة الصعوبة حيث الاحتلال العسكري الاسرائيلي وسياساته الهادفة لتجهيل شعبنا ومواجهة كل سبل النهضة العلمية والوطنية والثقافية، وقد كان للجامعة الإسلامية مع شقيقاتها من جامعات الضفة التي وجدت في تلك الفترة الفضل بتأسيس مجلس التعليم العالي الفلسطيني الذي رعى مسيرة التعليم العالي قبل أن تتولى هذا الدور السلطة الوطنية الفلسطينية بعد نشأتها وقد كان للجامعة الإسلامية وشقيقاتها في الضفة دور كبير في النهضة العلمية والثقافية وبعث الروح الوطنية على مدى سنوات الاحتلال بالإضافة للدور الكبير في صناعة التعليم العالي في فلسطين.
بدأت مسيرة الجامعة بخيمة صمدت ونمت وأنبتت ثمارها الطيبة وغدت قلعة شامخة بعد أن خلدت اسمها في سماء التعليم العالي ليس فقط في فلسطين بل وفي العالم العربي كما أوجدت لها مكانًا على المستوى الدولي بسمعتها العلمية ودورها الملموس في مجالات التعليم الأكاديمي والبحث العلمي والتنمية وخدمة المجتمع.
خلال أربعة عقود ونصف تخرج منها الابن والأب والحفيد، عائلات بأكملها درست وتخرجت من الجامعة الإسلامية.. تفاعلت الجامعة مع المجتمع الذي احتضنها وقدر دورها في خدمة الأجيال وتنمية المجتمع. وقد انتشر قرابة تسعين ألف خريج وخريجة من أبناء الجامعة في كل مكان من العالم حملوا رسالة الجامعة وأثبتوا كفاءتهم وتميزهم فعززوا من سمعة الجامعة واحترامها في كل المحافل والمجالات، وذلك إلى جانب الجهد الكبير الذي بذله المسئولون في الجامعة على مدار السنوات لتوسيع شبكة علاقات الجامعة حتى أصبحت اليوم من أكثر الجامعات العربية في مجال التشبيك مع أفضل جامعات العالم من خلال اتفاقات التعاون والتوأمة، ومن خلال برامج الشراكات العلمية مع أكثر من ثلاثمائة جامعة في كل أنحاء العالم، وما نتج عن ذلك من مشاريع التبادل الأكاديمي بين الطلبة والأساتذة والشراكة في مشاريع البحث العلمي في مختلف المجالات.
إن الجامعة الإسلامية إذ تعتز بما تمتلكه من إمكانات علمية لتفخر بطاقمها الأكاديمي المميز من خريجي أرقى الجامعات في العالم وبطاقم موظفيها المؤهلين، كما تعتز بخريجيها وطلابها المميزين.
إن هذا الجهد الكبير ما كان ليتم لولا الجهود المتراكمة التي بذلتها مجالس الأمناء المتعاقبة ورؤساء الجامعة السابقون ومجالس الجامعة على مدى السنوات بالإضافة للدعم الكبير من مجتمعنا الفلسطيني ومن كل الخيرين.
وإن الجامعة الإسلامية بهذا الرصيد الكبير سوف تستمر في مسيرة التطور وتبني الأفكار الريادية ودعم وتشجيع الابتكار وتنمية مهارات طلبتها وصقل مواهبهم والأخذ بيدهم للمزيد من التميز والإبداع.
حفظ الله الجامعة الإسلامية صرحًا فلسطينيًا شامخًا معطاءً يفيض بالعلم والمعرفة والتميز والنجاح.
الأستاذ الدكتور/ سفيان عبد الرحمن تايه
رئيس الجامعة الإسلامية بغزة